للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تتألف منها الأجهزة الكاملة. وقد راعى المنسقون والعارضون جميعا في تفريق الأماكن وتخصيص المناضد، وكذلك في المعروضات وأنواعها وأحجامها وألوانها وزينتها، أن تتألف من الجميع وحدة كاملة جميلة تسترعي عين الزائر وهو لا يزال على الاعتاب، وكأنهم خشوا أن يكون جمال التنسيق ضعيفا فاترا فرسموا بأنابيب الكهرباء الحمراء في قبالة الداخل على الجدار العريض العالي الذي يهيمن على الدار رسما كبيرا عظيما رائعا يجمع إلى الجمال القوة والفتوَّة. وبلغ عدد العارضين نحوا من ثلاثمائة، وبلغت المبيعات نحوا من ثلاثة ملايين من الجنيهات ستجعل المصانع في شغل شاغل مدى أشهر الشتاء القادم.

وامتنع العارضون عن إدارة الأجهزة والتقاط أمواج الأثير خشية أن يتصدع الجمهور بمئات الأبواق فلم يكن لغير الفني في المعروض مأرب، إلا أن يستمتع ببريق الصمامات وجِدَّة المكثفات وسواد الحُوَيَّات ودقة النجارة في صناعة الأبواق والخزانات. أما الفني فلم يكن هناك حد لنهمه فقد امتاز هذا العام بتقدم في كل قطعة من مستقبلات الراديو أفسد على الكثيرين اغتباطهم بالأجهزة القديمة التي لديهم، وحركهم وسيحركهم لا شك، أما إلى استبدال قديم بجديد، وأما إلى الاقتصار على الترقيع لتنال أجهزتهم حظا من الجدة. ولكن في كثير من الأحوال يتناول التجديد أساس الجهاز من حيث النظام الذي بني عليه ونوع الأجزاء التي تستخدم فيه. ففي هذه الحالة قد يتكلف الترقيع أكثر من شراء الجديد. ولعل هذا هو السبب في أن كثيرا من مخازن لندن كانت تعرض قبيل ابتداء المعرض أجهزة كثيرة هي لا شك من الطرازات القديمة بأثمان بخسة بلغت النصف فما دونه. وهذه حال لا تسر مقتني الراديو. ومن المؤسف إنها ستتجدد كل عام ما فتئ العلماء يبحثون وما ظلت الشركات وهي عديدة وغنية تتنافس في تجويد المحصول. إلا أن صنفا من المستهلكين لا يفتأ يجد لذته في هذا التغيير والتبديل بحلول كل عام جديد. ذلك فريق الهواة الذين يركبون أجهزتهم بأنفسهم، ويفقهون كيف تعمل فهؤلاء يرحبون بكل جديد للمتعة التي يجدون في الحل والربط وفي ترقب التحسن الناشئ في استقبال للأثير أدق. والتقاط للكلام والنغم أصفى وأروق. ومن الغريب أن كثيرا من الهواة هَوَاهُم يقف عند هذا الحد. أو إن هو تعداه أصبح رغبة عادية لا يتحرق لها إرَم ولا يغلي معها دم. هواهم في الآلة المعدنية الزجاجية

<<  <  ج:
ص:  >  >>