وأن تعرف ماذا؛ فإذا لم تفعل هي فقد قصرت عن رسالة، وإن لم تفعل أنت فقد فرطت في واجب
ليت الذين يطلبون من الأدباء أن ينتجوا ويجيدوا الإنتاج، يطلبون من القراء أن يقرءوا ويحسنوا القراءة. فلو كنا نقرأ لخلقنا الكاتب والكتاب ولو كنا نقرأ لأخصبنا حقول المعرفة فأزهرت في كل مكان وأثمرت في كل نفس؛ ولو كنا نقرأ لما كان بيننا هذا التفاوت الغريب الذي تتذبذب فيه الأفكار بين عقلية بدائية وعقلية نهائية؛ ولو كان العالم العربي يقرأ لنشر من الكتاب زهاء مائة الألف، ووزع من الصحيفة قرابة المليون؛ وإذن تستطيع أنت أن تتصور كيف تزهر الثقافة وتنتشر الصحافة ويتنوع الأدب ويرقى الأديب!