للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولنفرض - جدلاً - أن اجتمع نخبة من علماء كل طائفة، وتجرد هؤلاء عن اعتبارات المذهب، وموحيات العقيدة، وبحثوا الأمر بحثاً علمياً صريحاً مستهدين بروح الإسلام الأعلى ومبدأ القرآن الأول، ثم أقروا جملة من المبادئ والأصول قد تكون مزيجاً من مذاهب شتى وقد تميل إلى مذهب دون مذهب - لنفرض هذا كله، ولنجعله بمكان من الاعتبار الصحيح، ولكن من يضمن لنا هذه الدهماء أن تتنازل عن عقائدها لقاء ما يقول لها العلماء، هكذا قضى البحث وقواعد العلم، وهكذا تشاء مصلحة الإسلام. أو أن تتقبل هذا المذهب (الجديد) بطمأنينة ورضا واقتناع، ومن يضمن لنا كذلك هذا التاريخ الأرعن أن يوقظ النعرات من جديد فنستهدف مشكلة جديدة ونضيف إلى هذه المجموعة (الضخمة) من المذاهب مذهباً جديداً، أو قل: عاملاً جديداً على صدع الصف وخلق الفوضى التي نحاول أن نبيدها من الوجود؟.

لا. لقد جاء الأستاذ الصعيدي - حفظه الله - بالحق إذ نحا غير هذا المنحى في سبيل الإصلاح وجمع الشمل. ولقد نحونا مثل هذا كذلك في مقالات نشرتها جريدة (الهاتف) النجفية ناشدنا فيها هيئة العلماء العليا في النجف أن يعتبروا هذه الخلافات في أصول العقائد بين المذاهب الإسلامية، كما يعتبرون هذه الخلافات في الفروع بين مجتهدي المذهب الواحد، وأن تمد مدرسة النجف يدها إلى شقيقتها الكبرى مدرسة الأزهر، وأن يتبادل المعهدان الكريمان البعوث العلمية ويوحدا مناهج التعليم فيها وأن يشتركا في الرأي كلما حدث في الإسلام حدث من إصلاح أو تثقيف، أو تأليف، أو تأسيس الخ.

هذه هي الخطة المثلى التي نرجو أن يعتبرها المصلحون من علماء الطائفتين قاعدة لأعمالهم في سبيل الوحدة الإسلامية المنشودة. وإننا لنرجو أن يكون لنا في هذا الاتجاه الإصلاحي الجديد - سبب أي سبب في تحقيق هذه الأمنية الحبيبة.

وأنا أرجو - في ختام كلمتي - أن أحقق أمنية تعتلج بالصدر في أن أشد الرحال في اليوم القريب إن شاء الله إلى الأزهر العظيم رجاء أن نشق الطريق إلى تواصل الأرحام بين المعهدين الشقيقين، وتحقيقا لمقترح الأستاذ الصعيدي الكريم، والله ولي الأمر.

حسين مروة

<<  <  ج:
ص:  >  >>