وكان كل شيء قد تم كما قدرنا حين هبط الحرس الوطني صاخبا ساخطا.
وأخذ بلونشونيه البائس رعشة عنيفة كان السرير يضطرب لها اضطراباً.
وكان تنفسه من القوة بحيث كان يجب أن يسمع من خارج الغرفة.
قالت مدام دي لوزي: يا للخسران لقد كنت شديدة الرضى بهذه الحيلة. وبعد فلا ينبغي أن نيأس فلعل الله أن يعيننا.
واضطرب الباب لصدمة قوية.
قالت: من الطارق؟
فأجيبت: هم ممثلوا الأمة.
قالت: ألا تنتظرون حينا؟
قيل: افتحي وإلا كسرنا الباب.
قالت: هلم فافتح يا صاحبي.
وما هي إلا أن كانت المعجزة فانقطع اضطراب بلونشونيه وزحيره فجأة.
- ٣ -
وكان أول الداخلين لوبان وقد اتخذ منطقته وتبعه اثنتا عشرة حربة.
فأدار بصره بين مدام دي لوزي وبيني ثم قال: بخ، بخ! لقد استكشفنا عاشقين! معذرة أيتها الحسناء!
ثم التفت إلى الحرس وهو يقول: إنما الأخلاق للثائرين. ولكن هذه المصادفة رغم حكمته قد ملأته سرورا.
فأقبل حتى جلس على السرير وأخذ بذقن الحسناء الأرستقراطية وهو يقول: نعم أن هذا الفم لم يخلق ليردد في الليل والنهار: أبانا الذي في السماء!.
ولو قد فعل لعظمت الخسارة، ولكن الجمهورية قبل كل شيء. إنما نبحث عن الخائن بلونشونيه. هو هنا، لا اشك في ذلك. لا بد لي منها. لأتقدمنه لتضرب عنقه. ولأكونن بذلك سعيداً.
قالت: فتشوا عنه إذن.
فنظروا تحت الأثاث وفي الخزائن، وادخلوا الحراب تحت السرير، وحبسوا الوسائد