وكان لوبان ينظر إليه بمؤخر عينه وهو يحك أذنه. فأشفقت مدام دي لوزي أن يوجه إليه أسئلة محرجة، فقالت أنت تعرف البيت كما اعرفه يا صاحبي. فخذ المفاتيح وطوف بمسيو لوبان بكل مكان. وأنا اعلم أنك ستجد لذة وسرورا في إرشاد المخلصين للوطن.
فقادتهم إلى الكهف حيث نثروا ما فيه من حطب وشربوا عددا ضخما من القناني. ثم شق لوبان بكرنفته الدنان المترعة. فلما خرج من الكهف الغارق في النبيذ أذن بالرحيل. فصحبتهم حتى أغلقت من دونهم الباب، وأسرعت أعلن إلى مدام دي لوزي أن قد نجونا.
فلما سمعت هذا النبأ عطفت رأسها إلى الفراغ بين السرير والحائط، ونادت: مسيو بلونشونيه! مسيو بلونشونيه.
فأجابها رجع نفس ضئيل.
هنالك صاحت الحمد لله! لقد روعتني فقد كنت أرى أنك قضيت!. ثم التفتت إلى قائلة: مسكين أنت أيها الصديق لقد كنت تجد لذة عظيمة في أن تقول لي من حين أنك تحبني، لن تقولها لي بعد اليوم.