شاغل عن ترجمة القرآن، وكانت النتيجة ما رأينا فقد ضاعت تلك السنون وحرم الأدب التركي من أثر خالد. وكان نظم حجة الوداع من أمانيه - هذا المشهد التاريخي العظيم الذي يمثل الرسول في حجته الأخيرة يخطب على مائة ألف من المسلمين، وكذلك كان يريد أن ينظم قصة تمثيلية في الحروب الصليبية وبطولة صلاح الدين الأيوبي، وحالت دون الأماني حوائل، وعاد الأستاذ إلى استنبول عليلاً بدت عليه إمارات الهجوم الأخير من هذا المرض المشؤوم فثقل لسانه قليلاً ولكنه لم يفقد من إدراكه إلا يسيراً
ويوماً تغيرت حال الأستاذ فجأة، وبدت عليه إمارات القوة والنشاط، فكان يتحدث إلى الناس ويستمع إليهم، ويطلب أن يكونوا حوله ولا يرضى أن يترك وحده.
وفي مساء هذا اليوم ضاقت نفسه فلم يلبث إلا يسيراً حتى كانت الخاتمة