وعمل المدخل المؤدي إلى الباب الوسط بحيث يتصل بالردهة الغربية، وله أيضاً ثلاثة أعمدة يونية الطراز على كلا الجانبين، وتتصل الصالة الداخلية من الشمال والجنوب ببناءين صغيرين زاداهما قوة وهيبة جعلت من المجموع الكلي لبروبيلين فخامة ظاهرة، وطرازاً أنيقاً
أما البناءان الصغيران فيسمى الأيمن منهما بينا كوتيك لأنه كان شاملا لمجموعات صور الفنانين في ذلك الحين. والأيسر أصغر بكثير من الأيمن نظراً لما طرأ على العمل من التعطيل بسبب حرب البلوبونيس ولمعارضة حزب الكهنة في امتداد البناء خشية أن يصل إلى حدود معبد أثينا نيكا وارتميس برورونيا فيقلل من شانهما، كلاهما يكمل الجمال الإنشائي لبروبيلين. (أنظر ش١ من المقال السابق)
وهناك ردهات أخرى لم يتم بناؤها كما كان مفروضاً وفق التصميم الذي وضعه منيسكليس للأسباب المشار إليها.
يسير المشاهد بعدئذ إلى معبد بارتنون الخالد الذي يعد أبهى بناء فني في العصر القديم كله، فهو وحيد في مظهره العام وأبهة بنائه وعظمة تجسمه وضخامته دون خروج على أصول الانسجام في أكمل معانيه.
وإذا شاهدت كل آثار أثينا فلن ترى من بينها بناء يفوق بارتنون؛ ومع أن الفارق بين مظهره الحالي ومظهره القديم شاسع جداً إلا أنه لا يزال يشع جمالا خالداً يملأ الروح بهجة ويفعم العقل روعة.
يقع بارتنون في وسط جنوب المرتفع، فهو بموقعه هذا يشغل نقطة أشبه بمركز قوس دائري يلتف حوله كل ما قام على المرتفع من مبان زادت في عظمت وقوته (أنظر ش١ من المقال السابق).
كان أساس الحوائط وما يعلوه قليلاً من الرخام الخالص عندما هاجم الفرس أثينا وأشعلوا النار بالمرتفع، ولكن أدركه عصر بركليس فجدد بناؤه وجعل كله من الرخام.
قام بركليس ببناء هذا المعبد كما تولى بنفسه الأنفاق على تكاليفه. أما أستاذا بنائه فكانا اكتينوس وكلليكراتس
وتعد حليات البناء الخارجية من أروع القطع الفنية التي عملها الفنان العظيم فيدياس