تاريخها منذ خمسة قرون، ولاستطالت العصور الوسطى، ولتبدل مجرى التاريخ. وهذه الأسماء البارزة في تاريخ الفكر الإنساني: فرجيل، هوريس، شيشرون، سنكا، دانتي، بوكاشيو، جاليليو، كوبرنيكوس رفائيل، سانازارو، كارو، كاسا، كاستليوني، ليوباردي، بترارك الخ. هي أسماء عظيمة لاشك، وقد ضم إليها ورقد إلى جانب أصحابها لويجي بيراندللو فزاد التراث وعظمت إيطاليا
ولد براندللو في جيرجنتي إحدى مدائن صقلية وشب في أسرة كثيرة المتاعب والخصومات، وقد ماتت أمه فتزوج أبوه وكان أباً شهوانياً مولعاً ببنات الهوى، وقد ظل متصلا بابنة عمته الأرمل برغم زواجه، وقد حملت منه سفاحاً فأرضاها بهبة مالية على أن تهاجر إلى بلد آخر
ويظهر أثر هذه الحياة العائلية المضطربة في بيراندللو، وقد سجل فضيحة أبيه في درامته (إكساء العراة) حيث يصور العلاقة الأثيمة بين الفتاة أرزيليا ومخدومها الذي شغف بها حباً واتصل بها ثم أولدها. فلما حاولت الانتحار ولم تستطعه ألحف عليها مخبرو الجرائد ليتعرفوا سبب محاولتها الانتحار حتى اضطرت أن تعترف لهم بكل شيء ثم أفلحت آخر الأمر في أن تنتحر.
وفي درامته (إيف - و - لين) يصور لنا شاباً مالياً يتزوج من الفتاة الجميلة (إيفلين) ثم يقع في عسر مالي فيهرب ويتركها وقد ولدت منه طفلاً جميلا - وتتصل إيفلين بمحامي زوجها فتتزوج منه وتلد له طفلة بارعة الجمال. . . وتمضي الأيام. . . ويعود الزوج الأول وقد هاجه الشوق إلى زوجته ولكنه يجدها متزوجة محاميه وقد ولدت له هذه الطفلة - وكان كل منهما يدللانها فيدعوها الأول (إيف) ويدعوها الثاني (لين) - وهنا تظهر براعة بيراندللو في تصوير العواطف المتباينة في قلب هذه المرأة وحيرتها بين حبها القديم وواجباتها الزوجية الحاضرة، وبين حبها لطفلها الأول الذي اصبح اليوم شاباً وطفلتها الأخرى من زوجها الآخر. . . ثم لا يسعها إلا الرضى بما قسم لها. . .
ولم ينبه ذكر بيراندللو إلا بعد إصداره درامته الخالدة (ماتياس باسكال) والتي يصور فيها حياة رجل ضج بالحياة وتبرم بزوجه وحماته فهرب منهما واعتزم الرحيل إلى الدنيا الجديدة. ولكنه مر في طريقه على مونت كارلو بلد الميسر والمقامرة فرأى أن يجرب حظه