قال: ويحها صحافة. قل في عمك ما قال في المثل: جحظ إليه عمله.
قلت: ولكن ما القصة؟
قال: ويحها صحافة. وقال الأحنف:(أربع من كن فيه كان كاملاً، ومن تعلق بخصلة منهن كان من صالحي قومه: دين يرشده، أو حسب يصونه، أو حياء يقناه). وقال:(المؤمن بين أربع: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يجاهده، وشيطان يفتنه. وأربع ليس أقل منهن: اليقين، والعدل، ودرهم حلال، وأخ في الله). وقال الحسن بن علي. . .
قلت: لم أحسن المهاترة في المقال الذي كتبه اليوم. . . . ويقول رئيس التحرير: إن نصف التمويه رذيلة؟ فأن نصفه الآخر يدل على أنه تمويه. ويقول: إن سمو الكتابة انحطاط فصيح، لأن القراء في هذا العهد لا يخرجون من حفظ القرآن والحديث ودراسة كتب العلماء والفصحاء، بل من الروايات والمجلات الهزلية. وحفظ القرآن والحديث وكلام العلماء يضع في النفس قانون النفس، ويجعل معانيها مهيأة بالطبيعة للاستجابة لتلك المعاني الكبيرة في الدين والفضيلة والجد والقوة؛ ولكن ماذا تصنع الروايات والمجلات وصور الممثلات والمغنيات وخبر الطالب فلان والطالبة فلانة والمسارح والملاهي؟
ويقول رئيس التحرير: إن الكاتب الذي لا يسأل نفسه ما يقال عني في التأريخ، هو كاتب الصحافة الحقيقي، لأن القروش هي القروش والتأريخ هو التأريخ. ومطبعة الصحيفة الناجحة هي بنت خالة مطبعة البنك الأهلي. ولا يتحقق نسب ما بينهما إلا في إخراج الورق الذي يصرف كله ولا يرد منه شيء
إنهم يريدون إظهار المخازي مكتوبة كحوادث الفجور والسرقة والقتل والعشق وغيرها؛ يزعمون أنها تروى وتقص للحكاية أو العبرة، والحقيقة أنها أخبارهم إلى أعصاب القراء. . .