تركي بدون استثناء فإن كلمات (بك، أفندي، باشا، هانم) تركية الأصل. مع هذا تستعمل في مصر كالكلمات العربية، ويقال لذلك (بكوية وبكوات) و (باشوية وباشوات، أفندية، وهوانيم) ومما تجب ملاحظته أن الألقاب ألغيت في تركية أخيراً واستبدلت بكلمة (باي) للرجال و (بايان) للنساء
فمن يتتبع الجرائد التركية الآن لا يجد فيها أثراً للكلمات التي بحثنا عنها؛ غير أن من يتصفح الجرائد المصرية يصادف في كل نسخة منها مئات
ومما يستلفت الأنظار أن الألقاب الرسمية التي تستعمل في مصر عند ذكر أصحاب الرتب أو مخاطبتهم - مثل: صاحب العزة، صاحب السعادة - أيضاً تمت بقرابة إلى العهد التركي، بالرغم من مظهرها العربي: فأن الأتراك عندما أرادوا أن يضعوا لقباً خاصاً بأصحاب كل رتبة من الرتب الملكية والعلمية، اقتبسوا من العربية كلمات كثيرة، مثل (رفعة، عزة، سعادة، عطوفة، دولة، فخامة، فضيلة، سماحة، سيادة، عناية، عصمة.) وأضافوا إلى كل واحدة منها حرف (لو) الذي يعرف في قواعد الصرف التركي باسم (أداة المصاحبة) فقالوا (. . . عزتلو، سعادتلو، دولتلو، فخامتلون فضيلتلو، سماحتلو. . .) إن هذه النعوت والألقاب استعملت في مصر مدة غير قصيرة بصيغتها التركية، ثم استبدلت فيها (أداة المصاحبة) التركية بتعبير (صاحب الـ. . .) العربية؛ فتحولت بذلك هذه الألقاب إلى (صاحب العزة، صاحب السعادة، صاحب الدولة، صاحب الفضيلة. . .) فنستطيع أن نقول: إن هذه الألقاب تركية بمدلولاتها الحالية، وإن كانت عربية بألفاظها الأصلية. وإلا فلا يوجد أي سبب معقول لاعتبار (الفضيلة أو العزة أو السعادة) من النعم التي يستطيع أن يحصل عليها الإنسان عن طريق إنعام الملوك والحكومات. .
وأما أسماء الرتب العسكرية المستعملة في مصر، فبعضها تركية بحتة مثل شاويش، باششاويش، أونباشي، يوزباشي، بيك باشي،. . .
فان اللفظة الأولى كلمة مفردة، والأربع الباقية كلمات مركبة، تعني (رئيس الشاويشية، رئيس العشرة، رئيس المائة، رئيس الألف. .)
وهناك أسماء رتب عسكرية مؤلفة من كلمة تركية وكلمة عربية، حسب الاستعمال التركي: مثل (بلوكامين) بمعنى أمين الرهط، و (ميرالاي) بمعنى آمر الكتيبة. .