للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إذا حل في أرض بناها مدائناً ... وإن سار عن أرض ثوت وهي بلقع

فهذا وصف للجيوش لن تحوي أبلغ أشعار أروع منه، ولا غرو: فقد كانت المادة متوفرة لأدباء العربية لينسجوا من أحاديث البطولة وأوصاف المواقع ما شاءوا، فقد تفنن المسلمون في وسائل الحروب البرية والبحرية وحازوا فيها غايات السبق، والدول والانقلابات كانت تتوالى على أعين الأدباء تباعاً واللغة العربية الرحبة المساعدة بالألفاظ، الغنية بالأوزان الرصينة والقوافي المتعددة، خير معوان على نظم قصيد الملاحم ووصف عظائم الأبطال، فلو التفت الشعراء إلى هذا المجال من القول لرأوا سعة ولكنهم أغفلوه فيما أغفلوه فيما أغفلوا، وعدوا البطولة والأبطال شأناً من شؤون التاريخ، لا فناً من فنون الأدب

فخري أبو السعود

<<  <  ج:
ص:  >  >>