للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذهبت تنشد غاية تفني فيها غيظها فلم تجد أمامها غير حسان، فأنشأت تضطهده وتسخره، وتنكل به.

ويستنصر حسان الأب فيخذله أبوه، وينصر المرأة الجميلة، وتضيق الدنيا في عيني الفتى ويطلب النجاة لنفسه فيهجر القرية.

وتمضي الأعوام ولكن الابن المفقود لا يعود. . . وتستيقظ روح الشيخ ياقوت فلا يجد بين يديه أطفالا يمرحون ويصخبون، ويبلغ به الأسى فيوشك أن ينادي (حسانا) ليعينه على الحياة لكن الكلمة تختنق فوق شفتيه. . .

وضاعت الثروة كما ضاع الشباب وأضحى رجلا مقلا، فلم تعد هناك حلقات ذكر ولا حفلات سمر، وإنما كانت أجنحة الخيبة ترفرف صامتة حول البيت.

فقد الرجل مركزه، فلم يعد الوجه محمرا، ولا الشاش مزهرا، ولا الجبة زاهية. . . ولم يعد الناس يقفون عندما يبدو في أول الطريق، بل صاروا يغمغمون بما يشبه التهكم: (مسكين. سي الشيخ)!. .

وكان هذا ينال من نفس الشيخ، ويدمي فؤاده، فلا يكاد يقطع الطريق حتى يتهالك على عتبة الدار.

ويطول به الجلوس وهو يتذكر الماضي ويخطط في التراب ويرسل بصره نحو (مقبرة القرية). . .

يوسف جوهر

<<  <  ج:
ص:  >  >>