الذي قلنا في المقال السابق إنه كان من العاج الخالص والذهب وارتفاعه ثلاثة عشر متراً، والصورة هنا ليست على جانب كبير من الدقة، إلا أنها لا تخلو من إظهار الغاية التي عمل التمثال من أجلها
والمغادر لمعبد بارتنون يرى الناحية الشمالية على بعد قليل، معبد إرشتايون (انظر صورة أكروبوليس بالمقال الأول) وهو المعبد الذي مناه ككروبس لأثينا بولياس بأحجار نحتتها الآلهة وألقت بها من السماء إلى الأرض على هذه البقعة حيث تحاربت أثينا مع بوزيدون على امتلاك البلاد، كما كانت شجرة الزيتون التي غرستها أثينا والمنبع الملحي الذي حفره بوزيدون في هذا الموضع أيضاً
حطم كسركس هذا الموضع المقدس، ولكن إقامته أعيدت بكل نشاط في عصر بركليس، إلا أنه لم يتم نهائياً إلا عند انتهاء حرب بيلويونيز. والناظر إلى المجموع الإنشائي لهذا المعبد يرى أنه مكون من ثلاثة معابد: هي معبد أثينا ومعبد بوزيدون ارشتايوس (ارشتايون) وبانوروزوس لأن الرغبة كانت متجهة إلى المحافظة على هذه المساحة المشغولة بالثلاثة المعابد معاً، لذلك كان المجموع الإنشائي على شكل غير منسجم التكوين من حيث الوضع الهندسي للبناء، ولفظ ارشتايون باللغة الإغريقية معناه الأقدم، وقد أطلق على هذا المعبد نظراً لأنه مكون من الثلاثة معابد القديمة
وصالة كرياتيد (ش٥) تحمل سقفها آنسات قد وقفن وعلى رؤوسهن السقف، ولم تظهر على وجوههن علائم التعب والإجهاد، بل إن وقفتهن تمثلن كما لو كان يحملن شيئاً مألوفاً. ويعطي قوامهن فكرة كاملة عن جمال الشابات الإغريقيات اللاتي لم تمتلئ أجسامهن بعد. والواقع أن جمال الأجسام لا يرتبط بضخامتها أو نحافتها، بل بتكوينها الكلي وحسن تناسب أجزائها وانسجامها بعضها مع بعض لتكوين المجموع، وهذا نفسه ما قرره أوجستينوس (٣٥٤ - ٣٢٠ ب. م.) في شرح الجمال ,
وإذا لاحظنا أن الأولى من اليمين تكاد تتشابه مع الثانية من حيث طريقة الوقوف، مع فارق ضئيل في كيفية امتداد الذراع، وأن الأولى من اليسار اختلفت في شكل امتداد الساق اليسرى بدلاً من اليمنى كما كان الحال في الاثنتين الأخريين، وعلمنا أنهن يشتركن جميعاً في حمل سقف واحد؛ أمكننا أن نتصور القدرة الهائلة في الإخراج، لأن أوليات قواعد