للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهندسة تحتم أن يكن كلهن في ارتفاع واحد ليستوي السقف. فترى الفنان مع هذا القيد الهام ووجوب مراعاته استطاع أن يخرج عن ضرورة التشابه خشية الإملال كما هو الحال في عمل الأعمدة، وتصرف في طريقة إخراج السيقان والأذرع فجعلها مختلفة دون إخلال بأصول التوازن

أما التيجان البسيطة التي علت الرؤوس، وما فوقها من الإفريز (الشامل للأسنان) فكل هذه في ضبط نحتها واستوا خطوطها مثل آخر من أمثلة الدقة

وفي (ش٤) نعرف موقع الصالة المقول عنها. وكذلك الشكل الكلي للمعبد. وأهم ما يلفت النظر هو التكوين الشكلي للأعمدة، فهي مخالفة في قاعدتها السفلى والعليا لأعمدة بارتنون التي قلنا إنها من الطراز الدوري. أما هذه فهي من الطراز اليوني أعني أنها اختلفت عن اليونية بوجود قاعدة صغيرة أسفل كل عمود فضلاً عن التاج الدائري الجانبين على نهاية كل منها، وعلى هذه النهاية قام السقف الجمالوني الذي ترك مثلثاه دون منحوتات بداخلهما كتلك التي رأيناها في معبد بارتنون

والشجرة المغروسة إلى جانب الصورة تمثل شجرة الزيتون السابق ذكرها بالمقال الفائت. ولا نترك أكروبوليس أثينا دون تنويه بمعبد أثينانيكا القريب من المدخل العام (بروبيلين) وها هي ذي قطعة من أفريزة (ش٦) تشمل أحد المناظر التي تجلت فيها قدرة الإخراج. فإذا تأملت الأشخاص وما مثلته من حركات الهجوم والمقاومة والانتصار والانهزام، رأيت أن المثال أخرجها في قوة جديرة بالتسجيل بالنظر لما فيها من دقة العضلات وتفاصيل الجسم وحسن التمثيل

أحمد موسى

<<  <  ج:
ص:  >  >>