وآمالها المدفونة يبعث من جديد. . وبعث هذا المعبود من صلب الفلاح)
وتبرز أمامك فجأة صورة رائعة لثورة مارس سنة ١٩١٩، وامض في القراءة.
(ما غابت شمس ذلك النهار حتى أمست مصر كتلة من نار. وإذا أربعة عشر مليونا من الأنفس لا تفكر إلا في شيء واحد. الرجل الذي يعبر عن إحساسها. . والذي نهض يطالب بحقها في الحرية والحياة، قد أخذ وسجن ونفي في جزيرة وسط البحار)
وتبرز أمامك صورة رائعة للمولود الهائل. . . للمعبود رمز الآلام والآمال. . للمعبود الذي بعث من صلب الفلاح. . لسعد
(كذلك اوزوريس الذي نزل يصلح أرض مصر ويعطيها الحياة والنور أخذ وسجن في صندوق ونفي مقطعا إربا في أعماق البحار. . .)
هذه مصر، وهذه ثورتها أو معجزتها الثانية بعد الأهرام، وهذا سعد رمز العبود والقدس، بعض ما يبرزه لك توفيق الحكيم إبرازا قويا واضحا فتكاد يستخفك مجد تليد وتاريخ مجيد فتصيح وتهتف بحياة مصر، الوطن العزيز المفدى، وتكاد من فرط ما يشملك من الفخار والعزة أن تدمي هذه الصفحات المقدسة تقبيلا وإجلالا، وهاك فاسمع ما يقول المؤلف عن لسان ذلك الأوربي، وأن أربعة عشر مليونا ليرددون هذه الجملة وأنها لتصبح وتمسي نشيدهم المختار ومثلهم الأعلى.
(بلد أتت في فجر الإنسانية بمعجزة الأهرام لن تعجز عن الإتيان بمعجزة أخرى. . . أو معجزات!! بلد يزعمون أنها ميتة منذ قرون، ولا يرون قلبها العظيم بارزا نحو السماء من بين رمال الجيزة! لقد صنعت مصر قلبها بيدها ليعيش الأبد. . . . .)
أجل. . . لقد عاشت مصر الأبد، وتخطت القرون والعالم يظنها هامدة ميتة، والنار كامنة تحت الرماد، وما هي إلا نفخة أو شبهها حتى ظهرت النار متأججة، تصهر الحديد وتكوي الجباه، وحتى قام ذلك الفلاح المستكين وأعلن غضبته للعالم أجمع والتفت العالم وأنصتت الدنيا.
وهذا ابن لمصر بار، هذا مصري صميم، هذا توفيق الحكيم جاء فسجل مجد تلك الثورة وأشاد بذكرها.
وبعد، فلنذكر للمؤلف الفاضل هذا الجهد البارز، وهذا العمل الخالد ولنعترف مخلصين بما