أدبيهما؛ بيد أنها في الأدب الإنجليزي أظهر أثراً، وأدباء الإنجليز بها اشد شغفاً وأكثر تغنياً، ونظرتهم إليها أوسع أفقاً من نظرة أدباء العربية: فهؤلاء كانوا ينظرون إليها نظرتهم (الاجتماعية) إلى شتى الأمور، يرونها وسيلة من وسائل فهم المجتمع الذي يعيشون فيه ويطلبون الرزق في مضطربه، وذريعة من ذرائع استيعاب معارفه والتذرع باسبابه، على حين كانت نظرة أدباء الإنجليز إليها كنظرة الإغريق إنسانية شاملة، وفنية حرة خالصة من كل غرض خارجي: كان يريدون بها المعرفة المطلقة بشؤون الكون والإنسان، وإن لم تجدهم تلك المعرفة في معركة الحياة فتيلا، ويريدون ري غريزة الاستطلاع الكامنة في الإنسان والتي تظل متيقظة مادامت النفس مقبلة على الحياة، ويبغون إرضاء نشاط جسومهم وأرواحهم والتثبت من بقاء نشاطها وحيويتها، ويسعون لاستجلاء محاسن الطبيعة التي لا تفنى مجاليها ولا تحد آفاقها