الأشجار بمقابض من الحجر، كما زينوا أوانيهم الفخارية بأشكال متناظرة الرسم، متكررة الوضع لا تخرج عن خطوط مستقيمة متقاطعة أو منحنية أو دائرية، رسمت داخلها خطوط أخرى أقرب إلى الهاشور في أبسط مظاهره
وبمشاهدة مجموعات الأواني الفخارية يمكن ملاحظة التقدم التدريجي الذي طرأ عليها؛ فترى أنها اكتسبت شكلا تكوينياً أجمل (ش٤) وزودت برسومات صغيرة مثلت شيئاً من حياتهم، فضلا عن التقدم الفني الذي نستطيع ملاحظته بمقارنة الأواني في (ش٣) وفي (ش٤) بعضها ببعض. والناظر إلى الآنية الوسطى من (ش٤) يرى على سطحها الدائري رسوما ضعيفة، تمثل أناساً يحمل أحدهم إلى أقصى اليسار وعاء على رأسه، كما يرى على الجانب الأيمن للوعاء نفسه رسم النعام. أما الأواني الأخرى فهي أجمل شكلا وأكثر زخرفة. مما لا يزال مستعملا إلى اليوم في مصر وبشمال أفريقية ببلاد الجزائر والمغرب، وهذا يدل على وجود صلة قديمة بهؤلاء.
ووجدت ببعض المقابر أمشاط للشعر، زينوها من أعلاها بأشكال كانت غالبا تمثل رؤوس حيوانات أو طيور أو رأس إنسان.
وصنعوا أسلحتهم من الصوان (ش٢)، وكانت هذه خطوة لا يستهان بها، خصوصا لصلابته وصعوبة نحته وما يتطلبه ذلك من مجهود وعناية.
ولبس المصريون النعال المصنوعة من الجلد، وجعلوا لها أربطة (ش٥) من الجانبين لتثبيتها على القدم.
وأخذوا يلتفتون تدريجيا إلى الزينة، فعملوا العطور ووضعوها في أوعية صغيرة كانت بأشكال مختلفة. واستمروا في تقدمهم فراجت مصنوعاتهم وانتشرت تجارتهم. وازدادت صلتهم بالبلاد المجاورة وازداد عددهم. كما عرفوا المعادن واستخدموها في مختلف أغراضهم وأدخلوها في صناعة أدوات الزينة والتحلية، فعملوا الأساور والعقود بعضها من الذهب ومن الحديد الأزرق الجميل الذي زادها رونقا، وأعطانا فكرة صادقة عن ندرته وغلائه.
وبدأت العقيدة الدينية تدب إلى نفوسهم نتيجة شعورهم بالوجدان والاجتماع، وأخذت نظرتهم إلى الحياة تتطور، فعملوا تعاويذ لجلب الرزق ولصد العين. وكانت هذه التعاويذ