للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إجمالا، لأننا إذا ألقينا النظر على وادي النيل كله، وتأملنا ما تركه المصريون قديما، لا نجد إلا أهراما ومعابد ومدافن، وما بداخلها لا يخرج أيضاً عن متروكات ارتبطت بحياة الناس أو بموتهم

ويتلخص تاريخ الفن المصري كدراسة خاصة، في التوسع في وصف هذه الآثار ووضع قواعد لنماذجها وتطوراتها ورقيها وانحطاطها، وعلاقة ذلك بالحياة الاجتماعية في ذلك الحين، مع الاستعانة بما وجد على الجدران والسقف من كتابات ونقوش وزخارف، وما وجد من تماثيل وتحف ومحفوظات دلت بدرسها على ما وصلت إليه المدنية المصرية من مستوى يجعلها وحيدة فريدة بذاتها بين أمم العالم

ولاعتقاد المصريين في عودة الحياة إلى الجسم بعد الموت (البعث) فضل عظيم في إيجاد التقدير الهائل نحو الموتى الذين تمتعوا أثناء حياتهم بمشاهدة مقابرهم التي سيدفنون بها بعد موتهم

وفكرة شروق الشمس واعتقادهم بأنها تأتي معها بالحياة، وفكرة غروبها واعتقادهم بأنها تذهب ومعها الحياة، جعلتهم يدفنون موتاهم على الضفة الغربية للنيل في معظم الأحيان، ليمثلوا بذلك الموت في اظهر معانيه

وكانت هناك عقائد خاصة بحال الروح بعد الموت؛ فمن المصريين من اعتقد أنها تسكن عالماً آخر اسفل هذه الدنيا؛ ومنهم من ظنها تتحول إلى طير يطير بعد مفارقة الجسم إلى قرص الشمس ليعيش بجواره

وحرصهم على جثث موتاهم التي ستعود إليها الروح في وقت ما، جعلهم يمهرون في فن التحنيط، كما تفننوا في طريقة المحافظة على الموميات، فتراهم دفنوها دفناً منيعاً، بعد وضعها في تابوت من الخشب وضع في تابوت آخر من الصوان أو الحجر الجيري. وكانت مدافنهم على شكل الأهرام أو على المصاطب أو في جبانات عملت خصيصا

وكان الغرض من التحصين الحيلولة بين اللصوص وبين العبث بالجثث، وبما دفنوه معها من أدوات وجواهر وتماثيل الخ.

واشتملت حوائط غرف الأهرام والمصاطب والمقابر على كتابات ونقوش، كما اشتملت على رسومات تبين صاحب القبر يراقب الخدم أثناء اشتغالهم بخدمته والمحافظة على

<<  <  ج:
ص:  >  >>