للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قلبها، ثم جعلت تتلطف إليه، ثم أعلنت إليه أنها تحبه، وطفقت تراوده، ولكن الفتى أبى أن يخون أباه أو يغمس شرفه في الوحل، فتضرعت إليه، وانقلبت الضراعة فأصبحت مذلة وهواناً، فلما اشتط الفتى في تمنعه انقلبت المذلة فصارت حقدا وغيظا، ثم اضطرم الغيظ فصار شرا تضمره فيدر ويمزق فؤادها. . . ثم اتهمت الفتى لدى أبيه أنه يراودها عن نفسها. . . فوقعت المأساة! فأنت ترى - إن كنت قد قرأت أندروماك أو شهدتها على المسرح - أن العواطف المتناقضة التي توزعت على أبطال أندروماك قد اكتظت كلها في نفس فيدر؛ وهذا عمل فتي خالد لم يتح لكاتب مثل راسين.

كذلك قد قلد راسين الشاعر الكوميدي اليوناني أرسطوفان في ملهاته التي احتذى فيها الكوميدية اليونانية (الزنابير!) والتي أضحكت لويس الرابع عشر حتى ذهبت بوقاره المعروف عنه!

<<  <  ج:
ص:  >  >>