(حدث غرس النعمة محمد بن هلال قال: حضر يوماً (ابن جني) - الإمام اللغوي - في الديوان يتحدث مع أبي اسحق الصابي، وكان له عادة في حديثه بأن يميل شفتيه ويشير بيديه، فبقى أبو الحسين القمي شاخصاً بصره يتعجب منه فقال له ابن جني: ما بك يا أبا الحسين، تحدق إلي النظر وتكثر مني التعجب؟
قال: شيء ظريف!
قال: ما هو؟
قال: شبهت مولاي الشيخ وهو يتحدث ويقول ببوزه كذا ويده كذا بقرد رأيته اليوم عند صعودي إلى دار المملكة وهو على شاطئ دجلة يفعل مثلما يفعل مولاي الشيخ
فامتعض أبو الفتح بن جني وقال: ما هذا القول يا أبا الحسين (أعزك الله)؟ ومتى رأيتني أمزح فتمزح معي، أو أمجن فتمجن بي؟
فلما رآه أبو الحسين قد غضب قال: المعذرة أيها الشيخ إليك والى الله (تعالى) أن أشبهك بالقرد، وإنما شبهت القرد بك
فضحك ابن جني وقال: ما أحسن ما اعتذرت! وعلم أنها نادرة تشيع فكان يتحدث هو بها دائماً)
ويستعمل بعضهم (البوز) لبرطيل الكلب. فيقول: بوز فلان مثل بوز الكلب
وإذا كانت اللغة خصت بها هذا الحيوان فيكون استعمالها لنوع من بني الإنسان مجازياً، والمجاز باب واسع. . .
فقول الجمهور لذلك (الشُّرْطي) حين خرج الذي خرج من فيه، من فمه، من بوزه:(سد بوزك) - استعمال من جهة اللغة في محله. . .