العين. لا علم لي بهذا، ولكني أرى أن كل ما أسطر هو بكاء العجز. أنا أبكي فلا أستطيع أن أبكي، وأشعر فلا أستطيع أن أبين. وان الشقاء أن يحرم القلب الشاعر لسانا: أقرأ إن كنت تنشد قلبا حساسا - أقرأ فما كتبت كلمتين إلا سطرت هذا القلب
- ٢ -
وكتب على الجز الأخير الذي نشره قبل وفاته بعامين أبياتا نظمها في استنبول قبل قدومه إلى مصر:
ما كنت لأقف معقول اللسان أقلّب الطرف فيما حولي. لم يكن لي بد أن أنوح لأوقظ الإسلام. إنما أريد أن تفور القلوب المرهفة الحس، الراسخة الإيمان؛ وأما التفكير الطويل فقد هجرته منذ أمد بعيد. إني أنوح ولكن لمن؟ أين أهل الدار؟ أقلب طرفي فلا أظفر إلا بأمم نائمة
لقد خنقت صرخاتي وحملت نعشها ثم مزقتها تمزيقا ودفنتها في شعري وتركتها
وهأنذا أسيل أنيني الذي هم بأن يعم الأودية كالسيل المنهمر، أسيله في غير هدير كالدموع الخفية. لا أجد في هذه القبة الصماء لآلامي أثرا فليئن الخسران الذي في (صفحاتي) دون حس ولا ركز.