وتقلب في الديوان المعارف عدة من رجالات مصر الأفذاذ مثل علي باشا مبارك، تولى سنة ١٨٨٨، وبذل في تنظيم التعليم جهداً عظيما، ولا تزال آثار هذه الغرس زاهرة إلى يومنا
ووقعت وزارة المعارف مدى حين تحت سيطرة الاحتلال، وأخمدت روحها الإصلاحية أيام دانلوب ومعاونيه؛ ولكنها بدأت تتنفس في عهد الاستقلال؛ ولكنها وا أسفاه ما زالت مضطربة الأوضاع والنظم، ولم توفق إلى أن ترسم لها حتى اليوم سياسة ثابتة للتعلم
الصور الهزلية في الفن المصري القديم
أصبحت الصور الهزلية من أبرز نواحي الفن المعاصر، تتخذ أداة للتعبير اللاذع عن وقائع الحياة العامة، وأحوال الأشخاص وتصرفاتهم، وأضحت سلوة الألوف من القراء تثير ابتسامتهم ومرحهم. وقد عرف المصريون القدماء فن الصور الهزلية، وألفوا فيه متنفساً للنقد اللاذع والسخرية العميقة. وتوجد لدينا نقوش وصور هزلية تدل على مبلغ ما انتهى إليه الفراعنة من الافتنان في هذا الباب. فمثلا توجد نقوش على البردي ترجع إلى إلفي عام قبل الميلاد، سطرت بها قصص عجيبة كقصص ألف ليلة وليلة من مناظر سحرية وشياطين وحيوانات تلعب أدوار مدهشة، وتوجد صور هزلية مسلية في كثير من أوراق البردي المحفوظة في تورينو ولندن، ويبدو فيها شغف المصريين بهذا النوع من تصوير الحياة العامة؛ فالأمراء والوزراء وأكابر الزعماء يمثلون في صور حيوانات مختلفة ترمز إلى معان هزلية. مثال ذلك صورة رسمت بها قطة تسير مضمومة الذراعين إلى جانب ثور مبجل (يمثل كبير البلاط)، وهما يسيران معا للمثول في حضرة خصي قد صور في صورة حمار؛ أو صورة لفرقة الموسيقى الملكية مؤلفة من تمساح يبكي تأثرا، وحمار يعزف على القيثارة، وأسد يعزف على العود؛ أو أسد (يمثل فرعون) وحمار (يمثل وزيره) يلعبان الشطرنج معا؛ وهكذا. وكان للفنانين المصريين شغف بتمثيل مناظر الحياة العامة في صور مضحكة لاذعة، فمن ذلك صورة ذئب يقود الغنم، وهرة تحرس الطير، وكلاهما رمز لفساد الحياة العامة؛ وهذه الصورة التي ترجع إلى بضعة آلاف من السنين تدل على مبلغ ما وصل إليه فن التصوير الهزلي لدى الفراعنة في القوة والروعة. وعلى أن