الفراعنة كانوا أيضا في هذا الميدان أول الأساتذة والمبتكرين
كتاب جديد عن الاشتراكية الوطنية
ما زالت الاشتراكية الوطنية أو النظم التي تعيش في ظلها ألمانيا الحاضرة مثار كثير من الجدل، وقد ظهرت إلى اليوم عنها تصانيف كثيرة بين الخصومة والتأييد، ولكن روحها وغاياتها الحقيقية ما زالت موضع الغموض والحدس
وقد ظهر أخيراً بالفرنسية كتاب جامع عن الاشتراكية الوطنية ربما كان أقوى وأوفى مؤلف ظهر من نوعه؛ وعنوانه:(طغيان الفاشستية الألمانية) بقلم الآنسة جريته شتوفل ويمتاز الكتاب، بالوضوح والترتيب، وينم عن دراسة عميقة وفهم شامل للنظم التي تعيش في ظلها ألمانيا الحاضرة. وقد استهلته المؤلفة بمقدمة تاريخية، ثم تناولت سلطات الدولة الأساسية بالتعيين والشرح، ففي شخص (الزعيم)(هتلر) تجتمع كل السلطات، فهو رئيس الدولة ورئيس الحكومة، وهو المتصرف المطلق في جميع نواحيها الإدارية والقضائية والعسكرية، وهو المشرع الأعلى؛ وهو يفوض سلطانه إلى وزراء، ليسوا إزاءه سوى موظفين أصاغر، وأما الريخستاج (البرلمان) فهو أسم على غير مسمى، فهو لاحق له أن يقترح أو يعارض، وليس عليه إلا أن يوافق ويؤيد، والحزب (حزب النازي) يندمج في الدولة، وهو مجمع الشعب، ولا يقوم نظامه حسب قول هتلر الأعلى (السلطة والنظام والمسئولية والخضوع)؛ ومن أدلة هذا الاندماج أن نفس الرجال يديرون الحكومة والحزب معا، ورجال الحزب هم الذين يستولون على الوظائف، وشعار الاثنين واحد وهو (هايل هتلر). بيد أن الحزب لم ينجح في كسب الجيش، ولكن الجيش في يد (الزعيم)
وقد قضت الاشتراكية الوطنية على نظام ألمانيا الاتحادية واستأثرت الحكومة المركزية بكل السلطات، أما النظام النقابي، فيقوم على حشد العمال في جبهة الاشتراكية الوطنية، وتنظيم جميع المهن والحرف في طوائف تحشد في نفس الجبهة. تحدثت المؤلفة بعد ذلك عن الخلاف بين الكنيسة والدولة وعن النظرية الآرية ومراميها الحقيقة، وعن سياسة الاضطهاد الديني والجنسي التي تضطرم بها الآن ألمانيا الهتلرية. وهذا الطغيان الهتلري لا يقوم إلا على الإرهاب والعنف، والقضاء خاضع لخدمة الدولة، والتشريع الجنائي ليس إلا أداة للكفاح لا تعرف الرافة أو العدالة، وتقضي محاكم الشعب دون تحقيق، وتسير في قضائها