للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحقيقا لأهواء الحزب والزعماء. والخلاصة أن القضاء والبوليس والجيش والهيئات الحزبية تعمل كلها لسحق أعداء النظام وخصومه. ومع أن كل الحريات قد سحقت، فإنه توجد معارضة كامنة. والدولة النازية هي أتم وأوفى أداة للطغيان في عصرنا؛ بيد أنها بوسائلها العنيفة في الكفاح والقمع تنافي كل المبادئ والاعتبارات الأخلاقية والإنسانية

هذه هي الصورة التي تقدمها إلينا المؤلفة عن النظام الهتلري، وهي تقدمها إلينا في عرض بديع حقا مدعم بالأدلة والوثائق والإحصاءات. ويرى النقدة أن كتابها هو أقوى وأوضح بحث من نوعه ظهر حتى اليوم

حرب نيكوبوليس الصليبية

لعل أكبر الحوادث في تاريخ الشرق والغرب هو تلك الحروب التي اصطلح المؤرخون على تسميتها بالصليبية ودامت عدة قرون، تجلى فيها كثير من ضروب الفروسية والشجاعة مما يرى فيهما القصصيون مادة خصبة لهم. وقد كانت هذه الحروب ولا زالت ميداناً لكبار البحاث المؤرخين، ولكنها مع ذلك لا تزال بحاجة للدرس والتمحيص. ومن الوقائع الشهيرة في تاريخ العالم الإسلامي موقعة (نيكوبوليس) التي وصل فيها الأتراك إلى قلب أوربا، وأصبحوا على أبواب المجر، وهي مع مالها من أهمية قصوى لم يؤلف فيها أحد المتخصصين في تاريخ العصور الوسطى كتاباً قائماً بذاته، حتى قام بذلك أحد الشبان المصريين الذي اختارته جامعات لندن وليفر بول بإنجلترا، وبون بألمانيا أستاذاً بها، ذلك هو الدكتور عزيز سوريال عطية، فقد أفرد لها كتاباً خاصاً ألم فيه بما مهد لهذه الحرب. ويذهب المؤلف إلى أن الحروب الصليبية لم يكن بدء قيامها أو ختامها ما تآلفنا عليه، بل هناك عدة حروب قبلها وبعدها كان الدافع لأوربا فيها على امتشاق الحسام عصبيتها الدينية ضد الإسلام. ولقد أصدرت إحدى دور النشر الكبرى بإنجلترا هذا الكتاب القيم للدكتور سوريال. وبلغ من أهميته أن قرظه أعلام التاريخ في إنجلترا وفرنسا وألمانيا والمجر وأثنوا على صاحبه الثناء الجم، فقالت جريدة التيمس في ملحقها الأدبي: (إن هذا الكتاب دراسة رائعة عن الظروف السياسية والمالية في نهاية عصر الفروسية في أوربا) وختمت الديلي بوست تقريظها له بقولها: (إن مثل هذا الكتاب يكتبه أحد أبناء مصر لشيء يفخر به جميع المصريين. . . إن نهضة مصر في طريقها) وقالت مجلة معهد الدراسات الشرقية

<<  <  ج:
ص:  >  >>