للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أشعاراً، وكل من هازلت ولام يصور تصويراً دقيقاً أميناً ما يحس عند خروجه للرياضة على الأقدام أو حين سماعه النواقيس تتجاوب مؤذنة بانتهاء العام أو نحو ذلك

ومن جهة أخرى نرى أدباء من أمثال جراي وكولردج ورسكن يستترون وراء حجاب من الوقار والتفكير الهادئ الشامل ويتحدثون مصورين أو قاصين أو ناقدين، عن غيرهم من رجال التاريخ والأساطير وأعلام الفن والأدب، فأكثر آثار هؤلاء موضوعية، وأكثر مؤلفات الأولين ذاتية؛ كما كان من الأدباء من أخذوا من كلا الضربين بنصيب وافر، ومن برزوا في مجالي الشعر والنثر، ومن أنهوا حياتهم الأدبية بإصدار تراجمهم الشخصية، ومن خلفوا في النقد آثاراً تباري آثارهم في النظم والإنشاء، أو تفوقها، مثل دريدن وماكولي وماثيو ارنولد

ويعد بعض المغالين تزايد هذه النزعة الذاتية في الأدب الإنجليزي علامة ضعف وانحلال، ولا شك أن غلبة أحد العنصرين الذاتي أو الموضوعي على الأدب من دلائل نقصه، وإنما يكون رقيه مقترناً برقي العنصرين فيه معاً. يدل ما فيه من آثار الذاتية على صدق الشعور وعمق التأمل وتميز الشخصيات. ويدل ما فيه من آثار الموضوعية على شمول النظرة واتساع أفق التفكير وتناول الأدب لمختلف نواحي الحياة؟

فخري أبو السعود

<<  <  ج:
ص:  >  >>