أهل عصري لا يفقهون حديثي ... حبذا لو أتيت بعد عصور
وشيخنا في تقلبه بين الشك واليقين إنما ينحو منحى بعض الفلاسفة الذين مروا في تفكيرهم بأزمات فأنكروا وآمنوا وهو في كل مرحلة إنما سجل ما جاش بنفسه فجاء شعره صدى أطواره في هذه الأزمات.
والمرء يخلق طوراً بعد أطوار
وبعد فإن الصدق في الرواية يحتم علي أن أقول إن ما أثبته هنا من أبيات لم أرجع فيها إلى دواوين الشيخ فقد خلفتها في بغداد، وإنما هي مما علق بالذاكرة، وما أكثر ما تخونني الذاكرة، فأضع كلمة مكان كلمة متى استقام لها المعنى ولو كنت في زمن الرواية والحديث لما أبحت لنفسي أن أوري حديثاً فلتغفر لي روح الفقيد ما أكون قد وقعت فيه وتغمد الله روحه برحمته