كثيراً من طراز الملابس التي اعتني بإخراجها عناية شديدة
ولعلنا بمشاهدة بعض الصور هنا نلاحظ الدقة التي وجهت إلى إظهار تموجات الشعر والإكثار من الظل والنور.
ومما تجب ملاحظته أن هناك وجه شبه إلى حد ما، بين ما رأيناه من منحوتات المصريين ومصوراتهم وبين ما نراه الآن من مخلفات بابل وآشور، وذلك بإظهار الأجسام كاملة التكوين والتصوير بحسب ما يجب أن تظهر به أمام المصور في حالة من الجفاف والصمت، ولكنها تميزت باشتمال الأجسام على شيء من خطوط التحديد الذي أظهر تفاصيل العضلات، إلى جانب هذا كان النحت والتصوير الآشوري على وجه الخصوص متقدماً إلى حد يقربه من روح النحت والتصوير الإغريقي.
وما وقع فيه الفنان المصري من الخطأ في تصوير الحمامات؛ وقع فيه الفنان البابلي الآشوري أيضاً، فترى تصويره لها كان كما لو كانت كل قطعة منها قائمة بنفسها لا تتصل بمجاوراتها
ومن ضمن المميزات الفنية ظهور الأسد أحياناً برأس إنسان في معظم المصورات البارزة والمسطحة ظهوراً مستمراً، إلى جانب الأجنحة التي نحتوها أو صوروها عندما مثلوا آلهتهم
وفي المتحف البريطاني ومتحف اللوفر وغيرهما مجموعات كبيرة مما وجده الأثريون من بقايا النقوش والزخارف والتماثيل، وعدد هائل من اللوحات التي قيل إنها تكون مكتبة آسور بانيبال. والفضل في ذلك راجع إلى شخصيات بارزة أمثال أميل بوتا وهنري ليارد وهرمز رسام وجورج سميث وغيرهم، استغل كل منهم في منطقة معينة لا يتسع المجال لإيضاحها وإيضاح نتائجها
ولعلنا بالنظر إلى المصورات التي تشملها هذه المقالة، نأخذ فكرة عامة عن الفن البابلي الآشوري كما أنه يمكننا بالمقارنة أن نعرف إلى أي مدى وصل هذا الفن نسبياً إلى الفن المصري
أنظر إلى الصورة الأخيرة (ش ٦) تر أروع ما يستطيع فنان إخراجه، فهي مليئة بالحياة وصدق المحاكاة، إلى جانب دقة التناسب وعظمة الإخراج