أقيمت هذه المعابد عادة على مرتفع من الأرض، تعلوه مصطبة بلغ ارتفاعها أحياناً ثلاثة عشر متراً، أو مصاطب بعضها فوق بعض (كهر سقارة المدرج) انتهت بقبة مزخرفة علت الهيكل المقدس وتماثيل وصور الآلهة
هذا بجانب مبانيهم التذكارية كبرج بابل (٢٣٠٠؟) الذي ذكر هيرودوت أنه كان مكوناً من سبع مصاطب , ١: ١٧٨ & ٣: ١٥٨)، والبناء التذكاري المسمى معبد بورسيبا في الجنوب الغربي من بابل أنشأه نيبختنصر (٦٠٥ - ٥٦٢) وبيرس نمرود بالقرب من هيلا جنوب بابل.
كل هذا قد تهدم، وبعضه لا يعرف له أثر، كما تهدمت كل المباني العادية إلى حد يصعب معه التعرف على حالتها بدقة، ولكننا إذا نظرنا إلى نتائج أعمال الحفر وبقايا الخرائب نستطيع أن نصل إلى تكوين فكرة تكاد تكون صحيحة عن تصميمات المباني، فالقصور والبيوت كانت مربعة الشكل توسطها صحن يعلوه سقف مفتوح الوسط (كحوش قصر حفر رزباد) أو بدون سقف، تفرعت منه غرف السكن التي كانت سقوفها على هيئة قباب أو عقود نصف دائرية أو نصف بيضاوية كما سبق القول.
أما العصور على وجه الخصوص فكانت في بابل وآشور متشابهة تشابهاً قوياً، فهي مع بساطة تكوينها الإنشائي كانت كثيرة التحلية والتصاوير والمناظر التي كانت بألوان بلغت الستة أحياناً، وكانت الردهات والصالات كثيرة بلغ بعضها من ٢٨ إلى ٥٢ متراً على حين كان العرض من ١٠ إلى ٢٠ متراً فقط.
وكانت النوافذ غريبة الوضع، فكانت عبارة عن فتحات تركت في أعلى الحوائط وأسفل السقف مباشرة.
من هذا نرى أن العمارة لم تكن عظيمة في بابل وآشور إلى حد يسمح لنا أن نقول لولا المنحوتات والتحليات والزخارف والرسومات النصف بارزة والمحفورة لما سجل تاريخ الفن شيئاً كثيراً لهذه البلاد.
ومجمل التعريف أن المشاهد لبقايا المنحوتات والزخارف والتصاوير الخ، يرى أنها مليئة بالحياة، كما يلاحظ قدرة الفنان وثبات يده في العمل. وقد وجدت رسومات نصف بارزة على لوحات من حجر الباستر المعروف شملت مناظر الآلهة والإنسان والحيوان كما شملت