وكارلي وبوب الشعراء مثلا من أوائل من كتبوا المقالات، أما كبار شعراء العربية فقلما روي لهم نثر مطنب
على أن الشعر الإنجليزي وإن زاخمه النثر في العصر الحديث هذه المزاحمة. واستأثر دونه بأكثر احتفال الأدباء والقراء، لم يفقد موضعه الأثير من نفوس المثقفين، وإنما هو يجتاز مثل عصر الركود الذي شهده في القرن الثامن عشر، إذ أن النثر والشعر كما تقدم يتجاذبان النفس الإنسانية على اختلاف العصور، بيد أن الناس حتى في مثل هذا الطور لا ينزعون عن حبهم للشعر. بل يلتفتون إلى الماضي يروون صداهم من عبابه الزاخر، ولا تزال لشكسبير وملتون ووردزورث وشلي منازل في قلوب قراء الإنجليزية، كمنازل ابن الرومي والمتنبي والمعري في قلوب قرائهم، لا يحتل مثلها الكتاب الناثرون في كلا الأدبين