للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ينعشك بدفئه. فليكن أحلى من هذه جميعاً في نفسك حركة الاستعطاف اللطيفة تمتد بها كف الفقير في طلب الصدقة، وتتلقى منك بالحمد الجميل ما تجود به. فما أحلاها وقتئذ نظرة وما أحلاها تحية وما أحلاها بلاغة في السؤال. تأمل هذا فإذا أنت الكريم الجواد على الدوام.

مثل الإيمان

تحدرت من السماء إلى لجة الخضم قطرة مرتجفة، فأنحت عليها الأمواج خفقاً وضربا. ولكن الله جزاها عن صبر إيمانها خيرا. فوهب لقطرة المطر قوة واعتصاما. فاحتوتها الصدفة في حرز حريز. وأتم الله عليها العز والجزاء الأوفى فهي اليوم على تاج الشاه درة تتألق حلوة اللمح سنية البهاء

الدين

من الحماقة التعصب للدين. وإذا كان الإسلام هو التسليم لله فقد وجب أن نحيا ونموت مسلمين أجمعين.

ونحن نقف من الديوان عند هذا الحد. وان كان في الديوان زيادة للمستزيد. ولكن ضيق المقام يمنع من الإفاضة. وفيما تقدم الكفاية للدلالة على ما انطوى عليه هذا الشاعر الغربي من الروح الشرقي.

والعجيب أن شاعرنا هذا كلما تقدمت به السن وآذنت شمس حياته بالغروب كان يزداد تطلعا إلى الشرق

وهذا عجيب، ولكنه من جوته غير عجيب فإن ذلكم الرجل العامر بالحياة كان حتى ساعة إن حضرته الوفاة مولعاً بكل مطلع للنور حسيا كان أو روحيا. وقد قضى نحبه ويده المرتجفة تشير برفع الأستار، وعيناه إلى النافذة وهو يتمتم بهذه الكلمة العليا والمطلب الأخير: المزيد من النور! المزيد من النور

عبد الرحمن صدقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>