قورن بالشعر العبري أو الفارسي أو الإنكليزي، ولكن لما كان إيراد الأمثال ذا جدوى غير منكورة فإني أبدأ حالا بالتكلم عن القصائد الشهيرة بالمعلقات التي تحتل مكانة سامية وذروة رفيعة في الأدب العربي.
الأرجح أن كلمة معلقة قد اشتقت من قولهم (عِلق) أي الشيء النفيس الثمين العالي المستوى. إما لأن الإنسان يتعلق بها تعلقا شديدا، أو لأنها تعلق في مكان شريف أو بين واضح كبيوت المال أو في خزائن عامة وعلى مر الزمن تنوسي المدلول الحقيقي لكلمة معلقة، وأصبح من الضروري إيجاد تفسير مقبول منصوب لها وهنا ظهرت الخرافة التي أصبحت فيما بعد مألوفة لطول تكرارها وكثرة استعمالها، والتي تزعم أن تسمية المعلقات بهذا الاسم، راجعة لتعليقها بأستار الكعبة تقديرا لفضلها الذي قضى لها به المحكمون في عكاظ على مقربة من مكة؛ حيث يجتمع الشعراء متنافسين في إنشاد أروع ما دبجته قرائحهم، وأنها كانت تكتب بماء الذهب، على القباطي الواردة من مصر قبل تعليقها على الكعبة.
(يتبع)
حسن حبشي
-
لمحة. . .!
للسيد عمر أبو ريشة
أوقفي الركب يا رمال البيد ... انه تاه في مداك البعيد
ظمئت نوقه وجف فم الحا ... دي وغصت لهاته بالنشيد
والأشداء يلهثون كخيل ال ... غزو عادت من يومها المشهود
عصفت في جفونهم ريحك الهو ... جاء والشمس عربدت في الخدود
والصبايا من الهوادج ينظر ... ن إلى الأفق نظرة المفئود
ليس يبصرن منك غير هضاب ... في هضاب مبعثرات الحدود
غابت الشمس يا رمال وهذا ال ... ركب في قبضة العياء الشديد