أشارت الرسالة في العدد الماضي إلى وفاة الشاعر الإنكليزي جون درمكوانز، وكانت وفاته فجأة وهو في عنفوان قوته وشاعريته، ولما يبلغ بعد الخامسة والخمسين من عمره، وقد فجع الشعر الإنكليزي حقا بوفاة درنكوانز، ذلك انه يعتبر منذ وفاة توماس هاردي ورديارد كبلنج عميد الشعر الإنكليزي، وكان مولده سنة ١٨٨٢ وتلقى تربيته في أكسفورد وبرمنجهام، وبدأ حياته كاتبا في إحدى شركات التأمين، وشغف بالمسرح والشعر منذ فتوته وعاون في إنشاء مسرح برمنجهام التوقيعي الذي كان يشرف عليه الفنان الشهير السير باري جاكسون. وظهرت له أول مجموعة شعرية في سنة ١٩١١ بعنوان (الرجال والأوقات) وظهرت في نفس العام أول قطعة مسرحية له موضوعة بالنظم، ومنذ سنة ١٩١٤ يوالي درننكوانز إصدار مسرحياته، وقد أحرزت جميعا نجاحا عظيما، منها (الثورة) وهي شعرية، و (السيوف والمحاريث) بيد أن اعظم قطعه مسرحية بلا مراء هي قطعته الشهيرة (ابراهام لنكولن) وقد مثلت لأول مرة سنة ١٩١٩، ورفعت شهرته إلى السماكين، وفي سنة ١٩٢١ ظهرت قطعته (أوليفر كرومويل)، بيد أنها لم تكن في نجاحها وروعتها كسابقتها (أبراهام لونكن). وفي سنة ١٩٢٦ نشر درنكوانز رواية توماس هاردي الشهيرة (عميد كستر بروج) في صورة مسرحية. وكتب درنكوانز أيضاً عدة فصول نقدية بديعة؛ ومن أبدعها وأقواها دراسته لحياة صديقه الشاعر روبرت بروك. الذي توفى في اليونان أثناء الحرب الكبرى.
ومنذ عدة أعوام تزوج الشاعر من الموسيقية الشهيرة، ديزي كندي، وهي سيدة بارعة في ثقافتها وفي فنها، درست الموسيقى في فينا وبرعت في العزف على القيثارة براعة مدهشة، وأحرزت شهرة عظيمة في جميع عواصم القارة.
ويذكر القراء أن الشاعر الكبير وزوجته الفنانة البارعة قدما إلى مصر في شتاء ١٩٣٣، وسحرت ديزي كندي بفنها الرائع المجتمع المصري الرفيع الذي هرع إلى سماع عزفها في الحفلات التي أقيمت يومئذ.
صاحب الجلالة الملك فاروق يتحدث عن البلاد الإسلامية