للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقلت: ما أسكت المبطل، وحيّر المحق

فقال: أحسنت والله!

١٧ - بالله ألا رحمت غربتها

في (اليتيمة): حكى أبو الخطاب بن عون الحريري النحوي الشاعر أنه دخل على أبي العباس النامي قال: فوجدته جالساً ورأسه كالثغامة بياضاً، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيدي، في رأسك شعرة سوداء

فقال: نعم، هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، ولي فيها شعر. فقلت: أنشدنيه، فأنشدني:

رأيت في الرأس شعرة بقيت ... سوداء تهوى العيون رؤيتها

فقلت للبيض إذ تروّعها ... بالله ألا رحمت غربتها!

فقلَّ لبث البياض في وطن ... تكون فيه البيضاء ضرتها

ثم قال: يا أبا الخطاب، بيضاء واحدة تروِّع ألف سوداء، فكيف حال سوداء بين ألف بيضاء؟

١٨ - المقادير تصير العي خطيباً

قال الطبري في تاريخه:

يحكى أن الحجاج ذُكر عنده رجل بالجهل فأراد اختباره

فقال: أعظامي أم عصامي؟ أراد أشرفت بآبائك الذين صاروا عظاماً أم بنفسك

فقال الرجل: أنا عصامي عظامي، فقال الحجاج: هذا أفضل الناس، فقضى حوائجه. ومكث عنده ثم فتشه فوجده أجهل الناس. فقال له: تصدقني كيف أجبت بما أجبتني به حين سألتك عما سألتك؟

فقال: لم أعلم أعصامي خير أم عظامي، فخشيت أن أقول أحدهما، فقلت كليهما، فإن أضرني أحدهما نفعني الآخر

فقال الحجاج عند ذلك: المقادير تصير العيَّ خطيباً

١٩ - إذا تمت صارت سياسة

في تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء لهلال بن المحسن الصابي قال أبو الحسن بن الفرات:

<<  <  ج:
ص:  >  >>