أصل أمور السلطان مخرقة فإذا تمت واستحكمت صارت سياسة
٢٠ - بكت رحمة للورى بالدم
قال أبو الأصبع بن رشيد الأشبيلي لما هطلت بأشبيلية سحابة بقَطْر أحمر في يوم السبت الثالث عشر من صفر عام (٥٦٤):
لقد آن للناس أن يقلعوا ... ويمشوا على السنن الأقوم
متى عهد الغيث (يا غافلا) ... كلون العقيق أو العندم
أظن الغمائم في جوها ... بكت (رحمة للورى) بالدم
٢١ - اقرأ قرآنك
قال الشاطبي في (الاعتصام):
كان في الزمن القريب رجل يقال له الفزارة أدعى النبوة وأستظهر عليها بأمور موهنة للكرامات والإخبار بالمغيبات، ومخيلة لخوارق العادات، تبعه على ذلك من العوام جملة. وكان مقتل هذا المفتري على يد أبي جعفر بن الزبير.
قال الحسن بن الجباب: لما أمر بالتأهب يوم قتله، وهو في السجن الذي أخرج منه، جهر بتلاوة سورة (يس) فقال له أحد الدعار ممن جمع السجن بينهما: إقرأ قرآنك، لأي شيء تتفضل على قرآننا اليوم؟ فتركها مثلاً بلذوعيته،
٢٢ - تعالوا نتكرم اليوم
قال أبو الحسن القروي يوماً لندمائه: تعالوا نتكرم اليوم
فقالوا: وأي يوم لا يتكرم فيه سيدنا؟
قال: قولي (نتكرم) من (الكرْم) لا من الكرَم
قالوا: وكيف؟
قال: نأكل سكباجة وحصرمية، وحلوى دبسية ونشرب العنبي. ونتنقل بالزبيب، لنكون قد استوفينا مرافق الكرْم ومنافعه
قال بعضهم: ينبغي أن نستوقد بقضبانه أيضاً ليتم التكرم.
فقال: أحسنت وجودت، وأمر بذلك كله وطاب يومهم