أبتدأ أثناء إقامته في أوروبا (وقد قضى عشرين عاماً في لندرا) ينشر آثاره البديعة متبعاً طريقة جديدة مما أقتبسه من الآداب الغربية فاستحق بما أبدع من التجديد أن يشغل أعظم محل من الأدبيات التركية. وطار صيته وتسنم ذروة الشهرة بما كتب في رثاء زوجه فاطمة التي توفيت أثناء عودته من الهند ودفنت في بيروت. فكان لأثره المسمى (مقبر) أثر في الأدبيات التركية بلغ درجة الإعجاز. ثم انتشرت مؤلفاته الكثيرة التي منها:
مقبر - أولو - ماجراي عشق - أشبر - ته زاد. صبروتبان - طارق بن زياد - نظيفة - فينتين - ديوانه لكلرم - نسترين - صحرا - عبد الله الصغير - تفيله - طيفلر كجيدي - زينب - ساروانبال - فتنت - آلام وطن - دوهتري هندي - طورخان - ايجلي قيز - روحلر - بالادن برسس. ابن موسى - ارخيلر - غرام - يبانجي دوستلر - وغير ذلك من آثاره النادرة المثال. وقد منع من النشر أكثرها زمن عبد الحميد بدعوى أنها مسممة لروح الشباب، مهيجة للأفكار على حكومة الاستبداد.
ولكنه تبوأ بتآليفه هذه أعظم مكان في نشر الأدبيات الغربية التي بدأ بنشرها قبله شناسي ونامق كمال، ولكن عبد الحق حامد فاقهما وأربى عليهما بما وفق إليه من الأسلوب العذب والصناعة الأدبية الفائقة، فنال عنوان أمام المجددين دون رفيقيه الذين تقدماه. وظل مدة ستين عاماً أستاذاً للأدباء الأتراك فأسدى إلى اللغة التركية والأدب التركي من التجديد والاختراع ما ليس له نظير ولن يكون له نظير فيما بعد.
يقول الأدباء الأتراك: لولا حامد لتأخر انتشار الأدب الغربي في بلادنا عصراً كاملا، ولظل مكان حامد فارغاً كما سيظل الآن خالياً؛ ولكن لله الحمد جاء حامد وأدى ما لم يمن غيره ليؤديه للأدب فكان أدبه حياً ملهماً من شعور الأمة، لا بل الأمة هي التي تستلهم من شعوره الحساس وروحه الفياضة، فهو في شعور الأمة وحياتها من الخالدين إلى الأبد.
وخلاصة ما يقال شعر حامد بك وطريقته الأدبية، أنه لم يتقيد بالمألوف القديم من شعر الدواوين، بل أبتدع طريقة عصرية جديدة، لا يقال أنها اليوم أساس المدرسة الأدبية التركية، بل ستكون في المستقبل أيضاً منبع الإلهام الفياض لآداب الأجيال المقبلة.
كان يرجح الأدب الروائي في مؤلفاته وينتخب موضوعات تاريخية يبرزها في صور شائقة ممتعة (لتقرأ أكثر منها لتمثل) بلغة سهلة ممتعة تدل على براعته واقتداره في صنعته