توفي مساء الاثنين ١٢ أبريل الجاري عن ٨٦ عاماً قضاها في خدمة وطنه وخدمة الأدب حتى أنه قبل وفاته بيوم واحد استجمع قواه وقام إلى مطالعة كتبه والبحث في تأليفه الأخير الذي يقال أنه سيكون أعظم أثر أدبي عصري، وتذاكر مع الأديب الكبير أحمد فاضل وأنشده بيته الأخير وهو قوله:
ذوق يوق كيجه سنده كوندزنده ... بن نه ايله يم بوير يوزنده
ومعناه تقريباً:
مالي ودنيا كثرت أكدارها ... لا ليلها يصفو ولا نهارها
وكانت وفاته تشابه وفاة شاعرنا الزهاوي من بعض الوجوه. فبينما كان جالساً في نادي الشرق أحس بألم شديد اضطره إلى الذهاب إلى بيته واستدعي إليه الطبيب؛ وبعد فحصه أوصى بألا يخرج من البيت ويلزم الراحة التامة. وبعد ذهاب الطبيب أشتد عليه المرض، وتحسنت صحته في الغد فأحضر له طعام فلم يقبله، وطلب فاكهة أكلها (كما أكل الزهاوي كماة) ثم قام كما قدمنا إلى كتبه وتأليفه ومذاكرة الأديب أحمد فاضل وأنشده بيته الأخير الذي ترجمناه. وفي اليوم التالي أشتد به المرض إلى الظهر، ثم نام نوماً هادئاً إلى الليل، وانتبه مدة ثم نام النومة الأبدية رحمه الله. وخلف عدا بناته من زوجه فاطمة ابنه عبد الحق، حسين وحميد. وقد تزوج بعد فاطمة بالسيدة الإنجليزية نيللي التي عاشرته عشرين عاماً، ثم تزوج بعدها بالسيدة لوسيان البلجيكية التي مات عنها. ولم يولد له من الأخيرتين أحد
وقد شيعت جنازته باحتفال فخم لم يسبق لأديب أن شيع بمثله؛ اشتركت فيه الأمة التركية بدافع المحبة والتقدير لشاعرها الكبير. وأرسل رئيس الجمهورية أحد ياوريه نائباً عنه من أنقرة. ووضعت جنازته على عربة مدفع ملفوفة بالعلم التركي. ودفن في المقبرة العصرية في زنجير لي قويو؛ وهذه المقبرة أنشأتها البلدية حديثاً، وسيكون الشاعر العظيم أول دفين فيها. وسيقام له تمثال في مكان لائق. رحمه الله واسعة