الكتاب يحاولون إلى المراجع الفارسية وهم يجهلون لغتها فيتوسلون إليها بالمراجع الأوروبية فيحرفون الأعلام حين ينقلونها من الحروف اللاتينية إلى الهجاء العربي تحريفاً يغير معالم التاريخ والجغرافيا
كتب أحد كتاب مصر (ونمسك عن ذكر اسمه إجلالا لمقام) ترجمة ناصر الدين شاه والوزير ميرزا تقي خان. وكان أخذه عن كتاب إنجليزي فكتب (نصر الدين) و (طاغي خان)، والذي يعرف العربية يدرك الفرق بين ناصر ونصر وتقي وطاغي. وللتحرز من مثل هذا اللبس عني العلماء المدققون من قبل بتأليف كتب مثل (المؤتلف والمختلف) و (والمشتبهات) و (المشترك) وغيرها. واجتهدوا في ضبط الإعلام وتعيين لفظها ورسمها.
وهذا الخلط والمسخ ظاهران في ترجمة دائرة المعارف الإسلامية التي تنشر في مصر الآن فهي مليئة بأغلاط من هذا القبيل لا يتيسر تعدادها.
إنما يريد الكاتب من هذه المقدمة أن يلفت أدباء العربية ومؤرخيها ومحققيها الذين يجتهدون في كشف حقائق التمدن الإسلامي على سنن المحققين من الفرنج، إلى هذه النكتة الدقيقة: وهي أن أمامهم مصدرين عظيمين لتكميل معارفهم في كل ما يرجع إلى التمدن الإسلامي - مصدرين لا يعنى بهما كثير من الباحثين على ما ضمنا من حقائق لا يظفر بها الباحث في الكتب العربية المعروفة. هذان المصدران هما الكتب الفارسية وكتب الشيعية التي ألفت في إيران بالعربية أو الفارسية
أرى كثيراً من فضلاء الشبان في مصر والشام يكتبون رسائل أو كتباً عن حكماء الإسلام وعلمائه ومؤرخيه فلا يستطيعون بلوغ الغاية في التحقيق بما جهلوا الفارسية فحرموا الاستفادة من الكتب في إيران. كيف يستطيع كاتب أن يحقق تاريخ ابن سينا وفلسفته وهو يغض الطرف عن كتبه الفارسية:(دانشامة علائي) و (رسالة نبضية) ومعراجنامه، أو عن اشعاره الفارسية. وكيف يستطيع أن يوفي البحث عن أبي الريحان البيروني وهو يغفل النسخة الفارسية من كتاب التفهيم في صناعة التنجيم وما كتبه عنه مؤلفو الفارسية القدماء مثل أبي الفضل البيهقي في تاريخ آل سبكتكين، ونظامي العروض للسمرقندي في جهار مقاله وفيه حقائق لا تلفى في كتب أخرى؟ ومثل هذا يقال عن كثير من العلماء أمثال الإمام فخر الدين الرازي، والعلامه قطب الدين الشيرازي، والإمام عمر الخيامي، وجار الله