الزمخشري، ورشيد الدين الوطواط، ونصير الدين الطوسي.
من ذا الذي يعنى بالتاريخ وما يحتاج إلى كتبه مثل تاريخ قم (وقد فقد اصله العربي، ولم يبق ألا جزء من ترجمته الفارسية) ومحاسن اصفهان لسعد الدين البافروخي، وكتاب الفهرس للطوسي، ومعالم العلماء لابن شهر اشوب، والفهرست للقمي، وكتاب الرجال للكشي، وكتاب الرجال للنجاشي، وكتاب الرجال الكبير للاستراباذي، وروضات الجنات للخونساري، وكلها من أمهات كتب الشيعة؟ أو كيف يغض الطرف عن كتب التاريخ الفارسية مثل جهانكت للجويني، وجامع التواريخ لرشيد الدين فضل الله الوزير، وتجزية الأمصار وتزجية الإعصار اعني تاريخ الوصاف، وزبدة التواريخ للحافظ ابرو، ومطلع السعدين لعبد الرزاق السمرقندي، وظفرنامه للنظام الشامي، وشرف الدين علي اليزدي، وحبيب السير، وروضة الصفا، ومجمع الأنساب، وتاريخ كراميره وكلها ثقة في التاريخ المغول وعصر تيمور؟
كل متأدب في العالم العربي سمع اسم أطباق الذهب لشرف الدين عبد المؤمن الأصفهاني، كتبه على نسق أطواق الذهب لأبي القاسم الزمخشري، وربما لا يوجد في هذه البلاد من يعلم أن شرف الدين المذكور (ويعرف باسم شرف الدين ابن شفروه) واحد من أشهر شعراء الفارسة له ترجمة في كل كتاب فارسي مترجم للشعراء. وكذلك كتاب الفخري لصفي الدين محمد بن علي بن الطقطي طبقت شهرته الأفاق، ولكن قليلا من فضلاء العربية من يعلم أن في الفارسية نسخة من هذا الكتاب اكثر تفصيلا كتبها هندوشاه النخجواني سنة ٧٢٤، ويؤخذ من هذه النسخة الفارسية أن أسم كتاب الفخري الحقيقي:(منية الفضلاء في تواريخ الخلفاء والوزراء)
أرجو أن يعذرني القراء الكرام في تطويل هذه المقدمة التي يمكن أن يكتب في موضوعها كتاب والتي يرى القارئ فيها وفيما بعدها أن الفرع قد زاد على الأصل. أن عذري في هذه الإطالة رجائي أن يكون فيها بعض الفائدة
ومن أمثلة ما ذكرنا في المقدمة أعني الأمثلة التي تبين أن الكتب الفارسية تعين على إيضاح مسائل تاريخية ودقائق في الأدب العربي أو تتضمن أحيانا فوائد لا تلفى في الكتب العربية، قصة القاضي منصور الهروي أحد الشعراء النابهين في القرن الخامس الهجري