ومن ذوي الصيت الذائع في البلاد الإسلامية الشرقية في هذا العصر.
القاضي أبو أحمد منصور بن أبي منصور محمد الأزدي الدولي، المعروف بالقاضي منصور أو منصور الفقيه، ولي قضاء هرات في عهد الملوك الغزنويين، وكان منصب القضاء وراثة في أسرته. وكان القاضي مع هذا المقام الجليل، يمضي أكثر أيامه في مصاحبة أهل الطرب ومنادمة أخوان اللهو والتمتع بالعيش الرضي، والوجه الجميل، يرى طبعه الشاعر أن الحياة في السرور والطرب، وكأن لسان حاله بيتا شمس الدين محمد حافظ الشيرازي:
(صديقان أريبان، ومنوان من الخمر المعتقة، وفراغ، وكتاب وزاوية في المرح، لا أبيع هذا المقام بالدنيا والآخرة وأن يكن الناس قد اتخذوني إماما)
والقاضي منصور من معاصري أبن منصور الثعالبي مؤلف يتيمة الدهر وتلميذه أبي الحسن الباخرزي مؤلف دمية القصر، وقد أثبت هذان المؤلفان له ترجمة مختصرة ونبذة من شعره في يتيمة الدهر (٤ - ٢٤٣) وتتمة اليتيمة (٤٦: ٢ - ٥٣) وفي دمية القصر (في ذيل شعراء خراسان)
وهذه نبذة مما كتبه الباخرزي:
وكان مغرى بالشراب، مغرما بالأطراب، يمناه متوجة بكاس الرحيق، ويسراه مقرطة بعروة الإبريق. وخمرياته مما يحكم له فيها بالفضل على الحكمي، وغزلياته مما يحصل بها مطاوعة الغزال الإبل)
وكذلك في معجم الأدباء طرف من أخباره وقطع من أشعاره (٧ - ١٨٩ - ١٩١) ويقول ياقوت إن القاضي منصور كان من مادحي القادر بالله (٣٨١ - ٤٢٢) وأنه توفي سنة ٤٤٠.
وفي تاريخ آل سبكتكين الذي ألفه بالفارسية أبو الفضل محمد بن الحسين البيهقي (٣٨٥ - ٤٧٠)، وهو من معاصري القاضي وأصدقائه، فصل ممتع في ترجمته لا يلفى في مصدر من المصادر المذكورة، ولا في غيره من المراجع المشهورة. ونحن نثبته هنا إفادة للقراء وإثباتا لدعوانا في المقدمة (طبع طهران ص٥٩٩ - ٦٠١) يقول أبو الفضل البيهقي:
وكان بهرات رجل يقال له القاضي منصور له قدم في كل علم وفضل قد سكن إلى الشراب