للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحل الأخير

إخراج أستوديو مصر

لم يكن أصحاب شركات السينما الناشئة في مصر يعنون في الروايات التي يخرجونها بالموضوع والمغزى. ولعلهم لا يرون الموضوع عنصراً مهماً في روايات السينما. وبحسبهم العناية بالمناظر والإخراج، وأن يكون الممثلون من الشخصيات المعروفة. فكانت رواياتهم خالية من المغزى أو هي ذات مغزى تافه، وكان ذلك من أهم المآخذ التي تؤخذ عليهم

نذكر هذا أمام التحدث عن رواية الحل الأخير التي عرضت بسينما رويال، وهي الرواية الثانية لاستديو مصر، وهي من الروايات المصرية القليلة التي تتضمن مغزى وتدور حول فكرة، وموضوعها من صميم الحياة. يسرد المؤلف حوادثها في تسلسل طبيعي حتى ينتهي إلى المغزى الاجتماعي الذي يرمي إليه؛ والمخرج صور هذه الحوادث على طبيعتها من غير تهويل ولا خروج عن الحقيقة. وقد فهم الممثلون ما يرمي إليه المؤلف فقاموا بأدوارهم كأنهم أبطالها الحقيقيون لا ممثلون على الشاشة البيضاء، فتم بذلك التعاون بين التأليف والإخراج والتمثيل على تصوير الغرض وإبراز الحقيقة

ولم يجر المؤلف في هذه الرواية على عادة كثير من المؤلفين في وضع الأدوار والمواقف لتناسب أشخاصا معينين، بل وضع روايته كما يقتضي انسجام الحوادث، ثم اختار لها الممثلين الموافقين فجاءت منسجمة متماسكة. وعمل المخرج على إبراز هذه الحقيقة فوجه عنايته إلى تنسيق المشاهد تنسيقا طبيعيا أكسبها روعة وجلالا، وتجنب المواقف المصطنعة أو المناظر المستفزة للمشاعر

وتعد هذه الرواية بحق مثلا يحتذى في روايات السينما المصرية وتدل على اتجاه أستوديو مصر إلى الإتقان في صناعة السينما، وقد تنبه إلى أهم عنصر من عناصر النجاح في الروايات، وهو الموضوع والمغزى، فإنه الأثر الذي تتركه الرواية في نفوس الجمهور؛ والحوادث التي لا تخرج عن مجال الحقيقة الرائعة إلى التهويل والمبالغة تشعر الجمهور بروعة الحياة الطبيعية التي يعيش فيها إحساسه وفكره

<<  <  ج:
ص:  >  >>