يرفعني درجة فيقول لي: (يا بك) ولكنه لم يعنى باسمي أحد كأنه عيب لا يليق أن يذكر ولاسيما على مسمع من السيدات
ثم التفت إلى العجوز وقالت: (إني سعيدة)
فقلت باختصار: (أهنئك)
فألحت في صرفي عن جارتي الأخرى، وكانت فتاة هيفاء نظيرة الحسن وصوتها كالتغريد
(صحيح. . سعيدة جداً. . كل كتبك قرأناها)
فتركت الفتاة وأدرت وجهي إلى هذه العجوز وسألت باهتمام: (صحيح؟)
فقالت باضطراب رابني: (كلها كلنا)
فقال مردداً قولها: (كلكم؟. . كلها. .؟ شيء جميل؟)
فقالت: (ابني على الخصوص. . إعجابه بك لا حد له)
فأردت أن استوثق وسألتها: (هل هو مريض؟)
قالت: (أعوذ بالله. . إن صحته جيدة جداً)
فقلت لنفسي إن هذا جديد، فيحسن أن أتقصى الأمر وسألتها: (ألم يصبه مرض قط؟)
قالت: (أبداً. . أبدا. . قوي جداً. . كسيد نصير)
قلت: (عجيب هذا. .)
فقالت: (كتبك كلها عندنا تراها في كل غرفة. .)
فسألتها: (أهي حسنة التجليد؟)
قالت: (لا. . كما اشتريناها. . كل بناتي وأحفادي يقرءونها ويحملونها معهم حيثما يكونون)
قلت: (شيء جميل)
فقالت: (أوه. . لشد ما يفرحون الليلة حين أقول لهم إني كنت جالسة إلى جانب تيمور بك)
إبراهيم عبد القادر المازني