وأقبلوا على العمل بهمم لا تثنى، وقلوب لا تلين، وسواعد لا تكل. .
وصب النشيد في عروقهم روح الظفر. . .
فظفروا. . .
وعندما كانت الشمس تطبع أول قبلاتها على جبين الكون كان الموكب الظافر قد رجع، يحمل أجمل أزهار الرياض التي أنقذها وحماها من الغرق. . يمشي فيه الجند والطلاب، بصفوف منتظمة، قرأت فيها أروع شعر الحياة. . . كما تلوت في هذه الجماهير المنثورة في كل مكان أبلغ (نثرها). . .
وكان الإشراق يكسو الوجوه، وغناء النصر يرقص على الألسنة. . .
فوقفت أحيي هذه المواكب الماجدة، حتى غابت عني في طريقها إلى بغداد:
ألف تحية أيها الأبطال الذين مشوا إلى الموت، لينقذوا بلادهم من الموت.
ألف تحية أيها الشعب القوي العامل الجريء.
ألف تحية أيها الطلاب المبرؤون الذين حملوا الفئوس والمعاول، وأقاموا من جسومهم الملساء الناعمة سداً في وجه هذا السيل الطامي. . .
ألف تحية أيها الجنود البواسل، يا حماة الديار، يا من وطنوا نفوسهم على محاربة كل من يريد ببلادهم شراً، سواء لديهم أكان جباراً من جبابرة الإنس، أو عفريتاً من عفاريت الجن، أو قوة من قوى الطبيعة. . .