احتمال المجهود الجسماني الذي تطلبه الحركة المستمرة، ولهذا نرى أن من واجبنا هذا الاتصال بالجمهور لكي نعمل على نشر المبادئ السياسية السامية والعمل على تنوير الشعب وتثقيفه وتنظيم ما يحتاج إلى التنظيم من حياته العامة.
ويستطيع شبان البلاد ولاسيما طلبة المدارس والكليات أن ينتشروا في الريف والمدن في أثناء العطلة الصيفية ويقوموا على إنفاذ برنامج وطني شامل، وأقترح لهذا أن تقوم دعوة واسعة على تكوين جمعية منظمة من هيئات الطلبة والشبان لتنظيم البرنامج الذي يقوم الشبان على انفاذه؛ وأعتقد أن شباب البلاد إذا تضافر في مدى خمسة أعوام يسميها (أعوام الزحف العام الاجتماعي) على أن يغزو أطراف الريف والمدن بدعاية تهذيبية واقتصادية قوية أمكن أن تخرج البلاد بعد تلك الأعوام الخمسة بفائدة عظمى تساعد أكبر المساعدة على جعل استقلالنا حقيقياً بكل معنى الكلمة، ونكون عند ذلك قد قمنا بحمل الواجب مع الكتلة الوطنية المخلصة.
فأرسل إليكم هذه الدعوة لعلها تصادف قبولا عند إخواني الشبان وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى خدمة بلادنا التي نرجو أن تتضامن على خدمتها كل الصفوف وكل الأجيال
(شاب)
اعتراض الشاب الفاضل وجيه واقتراحه أوجه؛ ورأيه يستحق النظر المتقصي والبحث المفصل. وسنعود إليه في العدد المقبل فنناقش الوسائل إلى تنفيذه
السياسة فتوة هذا العصر
وكتب إلينا الأديب صاحب الإمضاء يقول:
. . . يظهر مما كتبتموه في العدد الماضي أنكم ترون دخول الشبان في الميدان السياسي، وفي هذا على ما أظن توجيه لجهوده في طريق غير مأمون ولا موصل. إذا كان واجبنا الأعظم في الحياة أن نقدم للمجتمع خير ما نستطيعه من إنتاج فلماذا لا نصرف هذا النشاط المتدفق إلى ميادين العلم والأدب والفن والاقتصاد فيؤتي أكله وينتج ثمره، وندع السياسة لأهل الرأي من شيوخ الأمة الذين مارسوها واضطلعوا بها وعرفوا مداخلها ومخارجها؟ - إن السياسة حطمت كثيراً من المواهب الصالحة، وجرف تيارها كثيراً من العناصر النافعة،