للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الناس وبعدو عنه وأنهم قد يجلونه ولكن لا يحبونه، لأن سموه إعلان لضعفهم، وعلوه رمز لضعتهم؟

ولعل كثيرا من صفحات التاريخ المملوءة باضطهاد العظماء وقتل النبغاء، واغتيال الأبطال، تستر وراءها هذا السر الكامن الخطير، وهو أن الاضطهاد والقتل والاغتيال كان سببه الخفي شعور المدبرين بضعتهم أمام هؤلاء العظماء فتخلصوا من الشعور بالضعة بالقضاء على من كانوا سببه - فلما انمحوا من الوجود كان لا بأس عند من قتلوهم أن يمجدوهم، وأن تمجدهم القرون بعدهم، لأن الحقيقة الواقعة اشد أشعارا بالضعة من الذكرى الماضية

وبعد فلا يستطيع الناس أن يتغلبوا على هذه الرذيلة وأن يجلس عالمهم إلى من هو أعلم منه، وفنانهم إلى من هو أفن منه، وفاضلهم إلى من هو أفضل منه، يستفيد منه ويأخذ عنه في غير حقد ولا ضغن إلا بكثير من مجاهدة النفس وهيهات ثم هيهات

أحمد أمين

<<  <  ج:
ص:  >  >>