فتسمع أحدهم يقول (أنا أحط على هذا (ويشير إليك فما يعرف اسمك) ريالا. . . تجي يا الفريد؟)
فتسمع الفريد يقول (يكفي نصف ريال. . .)
فيلتفت الأول إلى غيره ويقول (تجي يا جاك؟)
فيمط جاك بوزه ويقول:(لا ما يستاهل)
فتعلم انك لا تساوي مليما في رأي جاك، وأنك من الجياد التي لا تستحق المخاطرة عليها بمال ولو قل.
ومن المستحيل أن يستطيع أحد أن يصف لعب الطاولة، وكيف كسب دوراً أو خسره (ولكن بعضهم يتكلف ذلك ويحاوله ويقول لك كلاما لا يمكن أن تفهم منه شيئا، أو تعرف له مدلولا. وأمثال هذا ليس من سوى الإلحاح في المقاطعة، واللجاجة في إسكاتهم بما أقول أنا. يبدأ الواحد منهم وصفه الذي لا يصف شيئا فأشعر - سلفا - أن رأسي تحطم فأقول (اسمع. . حدث أمس شيء غريب)
فيقول (وبعد ذلك ضربته وهربت وسددت عليه. . .)
فأقاطعه وأقول (كنت راكبا الترام رقم ٧٠ (وليس ثم ترام بهذا الرقم ولكن هذا لا يهم لأن المراد هو أن أتكلم بأي كلام والسلام) فجاءت فتاة صغيرة لاشك أنها من تلميذات المدارس فقد كانت تحمل حقيبة. .)
واسكت لآخذ نفس، فيغتنم الفرصة ويقول (ثم يا سيدي بدأت الأكل. . أكلت. . أكلت. .) فأعود إلى المقاطعة وأقول (وكان الترام مزدحما فوقفت لها لتجلس في مكاني. . الأدب واجب، أليس كذلك)
فيقول (وظللت آكل حتى. .)
فأسرع فأقول (فشكرتني برقة. الحقيقة أنها فتاة مؤدبة. هنا حدث شيء عجيب فقد وفق الترام في محطة اختيارية من غير أن يطلب ذلك أحد من الركاب ولا من الواقفين على الرصيف)
ويشعر هو أن لا فائدة في محاولة التغلب عليّ فيضطجع وينظر إلى شزرا ويخرج سيجارة ويشعلها ويروح يدخن غير ملتفت إلي، أو عابئ بي، ولكني لا أدعه يهملني مخافة أن