ويشربون الخمر التي هي أم الخبائث والمنكرات، فلا يقدرون على منعهم ولا على نهيهم ولا على زجرهم، ومن فعل ذلك عوقب بأشد العقاب وعذب بأشد العذاب، فيا لها من فجيعة ما أمرها ومصيبة ما أعظمها وطامة ما أكبرها.
بيد أن هذه الرواية العربية الوحيدة تقف في تتبع حوادث المأساة عند هذا الحد؛ وإذن فليس لدينا لتتبع حوادث هذا الصراع الأخير بين الموريسكيين وبين إسبانيا النصرانية سوى المصادر القشتالية؛ وإذا كانت هذه المصادر النصرانية، تتأثر في كثير من المواطن بالعوامل الدينية والقومية، فإنها مع ذلك تعرض هذه الحوادث المؤسية في أسلوب مؤثر، ولا تضن في بعض المواطن والمواقف بعطفها وأحياناً بإعجابها على ذلك الشعب الباسل الذي لبث يناضل حتى الرمق الأخير عن كرامته وعن تراثه الروحي والقومي.