للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال جميل بك ببساطة: (لا بأس. . لا بأس. . إذا كنت تستحقين عقاباً، فقد لقيت فوق ما تستحق أية مجرمة صغيرة مثلك)

فابتسمت نعيمة، وكانت لا تزال تحاول عبثاً أن تضم طرفي الثوب الممزق الذي أصارته يدا حسن كالعباءة لولا ضيقه. ومشى جميل بك إليها وقال لها وهو يلمس الثوب (لم يعد هذا يصلح) وأشار إلى خزانة الثياب وقال (اخلعيه وخذي شيئاً من هنا بدلاً منه) ولم يتركها تفعل ما أمرها به، بل نزعه عنها فصارت أمامه في ثيابها التحتية، وهي كافية للستر، ولكنها تظهر من الصدر والكتفين أكثر مما يكشف في العادة. على إن جميل بك لم يكن ينظر إلى ما بدا له من جسمها، بل إلى نفاسة الحرير الذي تلبسه تحت هذا الثوب الممزق، فقد هز رأسه كالمتعجب، ومضى إلى الخزانة فجاء منها بثوب من أثواب زوجته ألقاه إليها ومشى إلى النافذة. ولم يخف على نعيمة معنى النظرة فقد كانت صريحة فارتدت الثوب وقالت (هذه الثياب التحتية بقية من زمن النعمة وقد اشتريتها بنفسي)

فدار وقال (إيه؟)

فقالت ببساطة وابتسام (لقد كنت أستطيع أن اشتري ما أريد. . قبل الكارثة)

فذهب إلى السرير وقعد عليه وقال وهو مقطب: (ما اسمك؟ اسمك كله)

فذكرته له فقال (اسمعي. . . هل كان أبوك تاجراً في الحمزاوي. . .؟)

قالت (نعم)

قال (وماذا صنع الله به حتى احتجت إلى هذا؟)

قالت (مات. . . انتحر. . .)

فقال (اممممم!. . . إني آسف. . .، لم أكن أعرف هذا. . . لو كنت أعرفه لما تكلمت بهذه اللهجة عنه)

فابتسمت ولم تستطع أن تقول شيئاً. فقال وجذبها إليه وأجلسها بجانبه على السرير: (اسمعي. . . أن مثلك لا يجوز أن تعمل كخادمة)

فقالت بإخلاص (إني مسرورة. . . وجودي هنا خير مما كنت أنتظر. . . والآن اسمح لي أن أذهب وأغير الثوب وأرد هذا)

وأشارت إلى الثوب الذي كساها فقال (خله لك. . . وغيره أيضاً. . . كل ما في الخزانة

<<  <  ج:
ص:  >  >>