يخترعونه من آلات وأدوات. وقد يكون السؤال الآتي من أكثر الأسئلة التي شغلت الناس وعلماء الفلك على السواء. هل يوجد في الأجرام السماوية أو في بعضها حياة كحياتنا؟ أم هل في الكون عوالم مسكونة غير الأرض؟ وعلى الرغم من معرفة الإنسان كثيراً عن خصائص الكواكب والنجوم فإنه لم يستطع أن يصل في مسألة (سكنى الكواكب) إلى نتيجة قاطعة. ويعود السبب في ذلك إلى عوامل عديدة أهمها: عدم تمكن الإنسان من اختراع آلات يستطيع أن يعرف بوساطتها وجود حياة على الأجرام السماوية. فقد يكون في بعض الأجرام حياة، وقد لا يكون؛ وقد تكون الحياة عليها من نوع لا نعرف كنهه أو ندرك حقيقته. وبحثنا الآن يدور حول الحياة على الكواكب التابعة للنظام الشمسي؛ ونعني بالحياة الحياة التي تماثل الحياة على سطح الأرض ولا شأن لنا بغيرها إن كان في الوجود أحياء أو حياة من طراز آخر. فالأرض كما لا يخفى هي بنت الشمس وهي أحد أفراد الأسرة الشمسية تدور حول أمها (الشمس) كما يدور أيضاً بقية شقيقاتها (السيارات).
وهذه السيارات، بما فيها الأرض، انفصلت عن الشمس ثم كونت كل واحدة منها فلكاً تدور عليه. وقد مرت ملايين السنين قبل أن أصبحت الأرض في حالة صالحة لظهور الحياة عليها. ولابد أن التطورات التي مرت عليها الأرض مرت (وتمر) على سيارات أخرى، وقد أدت (وتؤدي) إلى نفس النتيجة على غيرها من الأجرام، ولكن باستطاعة العلم من دراسة بعض السيارات أن يجزم بأن التطورات عليها لم تصل إلى درجة يصلح معها ظهور حياة أو أحياء.
فإذا أخذنا عطارد وهو أقرب السيارات إلى الشمس نجد أنه لا يحيط به جو وكذلك للسيار بلوتو (وهو أبعد السيارات المعروفة عن الشمس) لا يحيط به جو. وهذان السياران صغيرا الجرم إلى درجة أن جاذبيتهما لا تستطيع أن تحتفظ بالذرات الهوائية التي تفلت وتخرج إلى حيث الجاذبية أقوى. وينتج عن هذا عدم وجود أجواء على الأجرام الصغيرة.
أما المشتري وزحل فحول كل منهما غلاف جوي يمتد إلى آلاف الأميال؛ ويحدث هذا الغلاف ضغطاً عظيماً إلى درجة أن الغازات لا تستطيع تحت تأثيره أن تبقى في حالة غازية بل لابد لها من أن تتميع.
ويرجع السبب في وجود هذا الغلاف الجوي حول هذين الكوكبين وحول أورانوس ونبتون