للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أيضاً إلى كبر أجرامهما. فكلما كان جرم الكوكب كبيراً استطاع (بفضل قوة جاذبيته) أن يحتفظ بالغازات حوله ومنعها من الانفلات.

وعلى ذكر أورانوس ونبتون نقول إن البرودة عليهما أشد من البرودة على زحل والمشتري، ويحتوي غلافهما الخارجي على غاز المستنقعات أكثر مما يحتوي على غاز النشادر. ويعلل العلماء ذلك بأن النشادر لا يبقى في حالة غازية في برودة كالبرودة الموجودة على أورانوس ونبتون.

يتبين مما مر أنه لا يمكن أن تكون بيئة هذه الكواكب الستة صالحة لظهور الحياة عليها، إذ كيف يمكن أن تكون صالحة وبعضها خال من الهواء والبعض الآخر محاط بالأجواء التي تمتد إلى آلاف الأميال محدثة من الضغط ما يستحيل معه وجود أحياء أو حياة. بقي علينا أن نبحث عن الزهرة والمريخ وهما الكوكبان اللذان نجد فيهما بيئة أصلح من غيرهما لظهور الحياة أو لسكنى الأحياء على سطحهما. فالزهرة يحيط بها جو ملئ بالغيوم حتى يصعب رؤية سطحها من ورائه؛ ولم يستطع العلماء أن يتأكدوا من وجود أوكسجين أو بخار ماء؛ ولكن ثبت لديهم وجود ثاني أوكسيد الكربون بكميات كبيرة تفوق الكميات الموجودة في جو الأرض. وثبت للفلكيين من دراسة هذا الكوكب أنه أصلح من غيره من حيث إمكان ظهور حياة عليه، فليس هناك من العوامل الطبيعية والجوية ما يجعل عليه الحياة مستحيلة.

وأما المريخ فقد شغل الناس وشغل علماء الفلك أكثر من أي جرم سماوي آخر؛ واختلفت الأقوال فيه وفي خصائصه ومميزاته، وكثر التحدث عن هذه الأقوال، وراحت الصحف والمجلات تكتب عنه كأنه مسكون، وراحت تصف سكانه وأحوال معيشتهم فقال بعضهم إن سكانه احتفروا ترعاً لري مزروعاتهم، ترعاً هي في الإتقان غاية في البناء آية يعجز أهل الأرض عن محاكاتها وعن الإتيان بمثلها ولو اجتمعوا لذلك

والمريخ أكبر من القمر وأصغر من الأرض، تشرق عليه الشمس كما تشرق على الأرض وتعطيه نوراً وحرارة. ويقول السر روبرت بول: (إن صغر كوكب المريخ يزيد صلاحيته لإقامة الأحياء التي لها حركات مستقلة؛ فثقل الأجسام على سطح المريخ أقل من ثقلها على الأرض، حتى إذا أردت الطيران مثلاً لم تجد فيه من الصعوبة ما تجده فوق سطح

<<  <  ج:
ص:  >  >>