الأرض) وهو الذي يقول أيضاً (والمريخ من حيث جرمه ليس فيه ما يمنع كونه داراً للأحياء. . .) وعلل البعض الظاهر التي تحدث في فصل الشتاء بأن بقعاً بيضاء تتكون على كل من قطبيه ثم تضيق هذه البقع بالتدريج حينما يقرب فصل الصيف. وقال آخرون إن في المريخ ماء، وإن هذا الماء يتجمد ويصير ثلجاً عند القطبين. وهناك من العلماء من ينفي هذه الأقوال ويقول إنها من وحي الخيال.
وليس في المريخ بحور واسعة كبحور الأرض، فسطحه بر لا بحر فيه، يتعاقب عليه الليل والنهار كما يتعاقبان على الأرض؛ ويومه أطول بقليل من يوم الأرض، وله غلاف من الهواء يحيط به، ولكنه لطيف جداً بالنسبة إلى هواء الأرض، وهو يتركب من الأوكسجين وبخار الماء، ولاشك أن كمية الأوكسجين الموجودة في جو المريخ أقل بكثير من الكمية الموجودة في جو الأرض. وقد يتبادر إلى ذهن القارئ أنه مادام الأمر كذلك (أي قلة الأوكسجين) فلا مجال لظهور الحياة عليه، ولكننا نقابل ما تبادر إلى الذهن بالقول أن الأحياء الأرضية وجدت الأكسجين فاستخلصته بالانتخاب الطبيعي لأنه أصلح من غيره لتوليد القوة باتحاده مع الكربون، أي أن الأحياء تهيئ نفسها للأحوال التي توجد فيها، وعلى هذا فلسنا في وضع نستطيع معه الجزم بأن كمية معينة من الأوكسجين، أو أن الأوكسجين ضروري للحياة لا غنى لها عنه، فقد تكيف هذه الأحياء نفسها إلى الوضع الذي توجد فيه، وتستخدمه لما فيه نفعها واستمرار حياتها
ويقول الأستاذ (لول) وهو الذي درس المريخ أكثر من غيره وإليه ترجع أكثر معلوماتنا عنه - يقول إن سكان المريخ أرقى من سكان الأرض، ويستدل على ذلك بهندسة الأقنية العجيبة (الموجودة على المريخ)، ويجد في صنعها المثير للإعجاب ما يؤيد رأيه وأقواله
وعلى فرض وجود أحياء على سطح المريخ فصغر جرمه وما ينتج عن ذلك من ضعف للجاذبية - كل هذا يقضي بأن تكون تلك الأحياء كبيرة الحجم بالنسبة إلى الأحياء الموجودة على سطح الأرض، كما إن كبر جرم الكوكب يقضي بوجود أحياء (إن كان ثمة حياة) صغيرة الجرم. . .
وعلى العموم فالزهرة والمريخ أصلح الكواكب لسكنى الأحياء عليهما، وليس هناك من العوامل ما يمنع وجود حياة كحياتنا على سطحهما؛ وحالة الزهرة الآن هي الحالة التي